Tuesday, June 21, 2011

خلينا نقول لا

كتب: أسماء ماهر
منذ قديم الأزل ومعروف أن البيت المصري هو نسيج من مسلمية ومسيحيه، يتسم دائماً عبر التاريخ بدفئ المشاعر، التى يتم التعبير عنها بلغة واضحة وصريحة مليئة بالمرادفات الغنية المعبرة عن التعاطف والتراحم مع أقرانهم فى جميع الطبقات والفئات، حيث تعانق الهلال مع الصليب فوق منبر الأزهر الشريف، وتلاحم المصريون مسلمون ومسيحيون لتحرير وتطهير تراب الوطن من المحتلين. وفي الاعياد دائماً تلازمنا نفس المنظمومة من قيم الشهامة ومد يد المساعدة للطرف الأخر. تأكيداً لذلك ما شاهدنا أثناء ثورة يناير من تلاحم وتماسك أيد واحدة ضد الظلم والقهر والفساد، تمساكنا معا ملسم يحمي المسيحي ليصلي ومسيحي يحمي المسلم ليصلي. ولكن بدأت تظهر الاحداث الطائفية وتزداد يوما بعد يوم وتصل إلي قتل العشرات من البشر سواء ملسمين او مسيحين. وبدأنا نفترق شيئاً فشيئاً عن بعض وكأن هناك بعض الأيدي السوداء التي تريد أن تمزق هذا النسيج المتلاحم من أجل التفتيت وسهولة القضاء ليست علي طائفة بعينها ولكن علي الوطن بأكمله. وبعد أن تم الاتفاق فيما بينهم –مسلم ومسيحي- علي أن يكون هناك قانون موحد لدور العبادة من أجل إخماد هذا التوتر الطائفي التي كاد أن يحرق الوطن بأسره. وتم الإعلان عن هذا بالفعل، ولكن وقبل أن يوجه هذا القانون إلي الجهات المختصة للبت فيه إذ يحدث الكثير من الضجيج حوله ويرفض بعض الطوائف المسيحية هذا القانون وينظروا إليه بالغموض، وعلي الجانب الأخر إذ يرفض السلفيون هذا القانون أيضاً تحت دعوي أن شرط المساحة ألف متر مربع، وبعد المسجد مسافة كيلو متر عن أقرب مسجد شرطان تعجيزيان‏.

إذن ما هو المطلوب بالضبط؟ ولماذا كل هذا الضجيج حول قانون دور العبادة الموحد وهو حتي اللحظة لم يوجه للاجهزة المختصة للبت فيه؟ فما الذي حدث أدي إلي افساد وحدة الوطن واشعل النيران داخله ليمزقه بين مسلم ومسيحي؟ هل يمكن إرجاع ذلك إلي تقلص الثقافة لدي المصرين عن بعضهم البعض؟ أم أن هناك أيدي خفيفة تتربص للكيان المصري من أجل انتهاز الفرصة للحقنة بالطائفية لإضعاف هذا الكيان حتي يسهل السيطرة عليه؟

وإذ كان الأمر هذا أو ذاك يبقي لازم نقول"لا" لكل من يريد أن يرغب في تمزيق النسيج المصري ، "لا" لكل من يرغب في قتل الوحدة الوطنية التي نشأت عليها ، "لا" لاني مصري وخايف علي البلد دي. خلينا نقول"لا" للتفتيت الوطن، "لا" لحرق الوطن. علي أن يتم الرجوع مرة أخري إلي أن نصبح أيد وحدة ووطن واحد لحماية الكيان المصري من كل الاعداء المتربصين لمصر سواء في الدخل أو في الخارج.


No comments:

Post a Comment