Tuesday, June 14, 2011

تيجي نغير ثقافتنا


كتب: أسماء ماهر

ثقافتنا واتجاهتنا وأفكارنا تعد هي البوصلة التي توجه تفكيرنا وتصرفتنا تجاه الأخر ، فهناك العديد من الأخطاء الشائعة بين المسلمين عن المسيحين وبين المسيحين عن المسلمين، فليس معني أن أقبلك أن أؤمن بما تؤمن به أو تؤمن أنت بما أنا مؤمن به، فكما لا يوجد نصراني يؤمن بأن المسلمين سيدخلون الملكوت -أي الجنة- حسب معتقدهم ويؤمنون بأني كافر، فأنا أعلن صراحة ما أعلنة الله في قرأنه بكفر أهل الكتاب والكفر ليست سبة أو إهانة ولكنها توصيف فأنا كافر بالنسبة له وهو كافر بالنسبة لي، ولكننا جميعا شركاء في الوطن فلهم مالنا وعليهم ما علينا. فالمشاكل التي يعاني منها المسيحيين هي نفس المشاكل التي يعاني منها المسلمين من بطالة وارتفاع في الاسعار وفساد في التعليم وانخفاض في مستويات الخدمات المقدمة للصحة …وغيرها فحن جميعا ابناء وطن واحد. فالنظام هنا بيمشي علي الكل مسلم كان أم مسيحي، بالتالي مش مهم هنا ان الوزير ولا المحافظ يكون مسلم ولا مسيحي المهم هو هيعالج بالفعل مشاكلنا اللي كلنا ملسمين ومسيحين بنعاني منها ولا هيجي عشان مصالحه الشخصية هو بس!

تغير الدين يعتبر امر شخصي يخص الفرد ذاته وليست امر عام، فميثاق حقوق الانسان وكافة المواثيق الدولية ودستورنا ايضاً يحث علي حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية، يبقي اللي يغير دينة نتعامل معاه باحترام لان لكل انسان حرية في اختيار عقيدته وانا مش واصي علي حد طالما هذا الانسان عاقل رشيد.

وعلينا ان تنذكر ان نسيج الوطن المصري يتألف من المسلمين والمسيحين وبنيهم قواسم مشتركة لا احد يستطيع ان ينكرها ومنها: أننا أبناء أب واحد هو آدم عليه السلام ونحن والبشرية جمعاء شركاء فى ذلك، ولذلك قال نبينا صلى الله عليه وسلم " كلكم لآدم وآدم خلق من تراب لا فضل لعربى على عجمى ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى". كما أننا أبناء وطن واحد هو مصر، ومصر فى اللغة اليونانية القديمة ايكيبتوس ومنها جاءت الكلمة الإنجليزية إيجبت، ومنها اشتقت كلمة إيكبتيوس أو كيبتياس أى المصرى، والتى ترجمت إلى اللغة العربية إلى القبط. بالتالي فكل مصري يعد قبطي مسلماً كان أو مسيحي وليست بالمعني الضيق الذي يفهمة البعض أن القبط هم إخواننا المسيحيون فقط، لان كل المصريين الذين دخلوا فى الإسلام بعد الفتح الإسلامى وإلى وقتنا هذا سواء كانوا مسيحيين أو عباد أوثان أو غيرهم، هم مسلمون أقباط، إذن يمكننى القول إننى مسلم قبطى كما أنك مسيحى قبطى. بالإضافة إلي أن الإسلام والمسيحية يدعوان إلى الرحمة والمودة والتسامح، فهذا عيسى عليه السلام يقول داعيا إلى التسامح "من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر"، أما إسلامنا فيدعو إلى المودة والقسط فيقول "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، ويدلنا على مدى قربنا من النصارى المسيحيين ومودتهم لنا فيقول " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى".

اذ كان بنا كل هذه القواسم يبقي نعيش وسط كل الفتن الطائفية التي تثار في وقتنا هذا؟ وطالما ان انا مسلم قبطي وانت مسيحي قبطي يبقي تعالي نغير من ثقافتنا وبدل مانخلي الاختلاف الدين نقطة خلاف وضعف للوطن باكلمة خلينا نحولها لنقطة قوة.


No comments:

Post a Comment