Friday, June 17, 2011

تحذير مهم.. التعصب يبدأ من البيت أحياناً




التعصب، هذه الكلمة بكل ما تحمله من معان وتحد لكل القيم الجميلة فى المجتمع، ربما لا يتصور الآباء أنه سلوك قد يبدأ من البيت وأن أسلوب التربية الخاطئ أحيانا هو الذى يصنعه. فالتعصب الدينى وحتى الرياضى قد تكون له جذور منذ الصغر.

يقول الباحث فى مجال العلوم الإنسانية والمتخصص فى تطوير العلاقات الأسرية كريم الشاذلى: المبادئ التى تغرسها الأسرة فى الطفل هى التى تحدد شكل علاقته بالآخرين فيما بعد وأهمها التسامح والاختلاف والاقتناع والقبول.. إلخ، ويعد الكبار أكثر حاجة من الصغار لهذه القيم والمبادئ، لأن طبيعتنا كمجتمع عاطفى يفتقر كثيرا إلى الانضباط الانفعالى تدفعنا للحكم بمشاعرنا وعواطفنا التى تخوننا فى كثير من الأحيان:

أولا: التسامح، فالقيم والقناعات لاتبنى بالتعاليم المرسلة ولا الكلام الحسن الجميل، ولكن يراها الابن واقعاً معاشاً فى أسرته وبيئته القريبة، عبر والدين يعبر سلوكهما عن التسامح. ومن الضرورى، التشديد على ألا يرى من والديه ما يدعم التعصب ولو لمرة واحدة لأنه سيحطم لدى الطفل هذه القيمة.

ثانياً: الصواب، فالتعصب يأتى أول ما يأتى عندما يقتنع المرء بأنه يمتلك الحق ويحتكر الصواب، ولكن التعامل الأمثل مع وجهات نظر الآخرين يكون وفق قاعدة الإمام الشافعى «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».

ثالثاً: الاختلاف، وذلك بإخبار الأبناء أن من بديع صنع الله أنه خلق البشر بأشكال مختلفة لا تتطابق، ولكن الأكثر إبداعاً أنه خلقهم بأمزجة وأهواء وعقول مختلفة بما يفرزه هذا الاختلاف من تضارب وتضاد فى القناعات والأفكار، فالشخص الناضج يجب أن يحترم هذا الاختلاف ويتعامل معه لا على أنه موجه لذاته ولشخصه، وإنما هى سنة كونية لا يمكن الوقوف فى وجهها.

رابعاً: الاقتناع، فإذا اقتنعت برأى فمن حق غيرك أن يقتنع بضده وإذا اخترت طريق فمن حق غيرك أن يسلك غيره، فليس من حقك أن تجبر الآخرين أن يكونوا مثلك أو تقيم لهم محكمة وتدينه، وذلك ببساطة لأن حقيقة الفضل لا يعلمها إلا الله، وبأنك قد تسىء للحق الذى تملكه وهو حق إذا أسأت استخدامه أو الدفاع عنه.

خامساً: القبول، فلغتنا تعبر عما بداخلنا فمن الأهمية أن نعلم أطفالنا لغة القبول وأعنى بها أن يقول الطفل على سبيل المثال (رأيى- لا أوافق) بدلاً من استخدام لغة حادة مثل (خطأ- صواب) وذلك، لأن الخطأ والصواب والحلال والحرام ليس فى كل الأوقات متفقاً عليها والمتشابهات المختلف فيها أكبر بكثير مما نظن.

سادساً: التعاون. فنتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فهذه قاعدة ذهبية فى أدب الاختلاف، ويمكن تنميتها مع الطفل عبر التأكيد عليه أن اختلافه مع أى شخص لا يعنى أن يكرهه، وإنما ينظر للأشياء التى نتفق عليها، ونتعاون معا من خلالها.

No comments:

Post a Comment