Thursday, June 9, 2011

سلفي مسيحي أين كنتم ؟


كتبت:أسماء ماهر

الأمر المثير للدهشة في الاحتقان الطائفي التي تشهده مصر في خضان هذه الأيام هو أن الطرفين المسؤولين عن هذه تجدد هذه الفتن ( السلفيين والكنيسية المصرية ) كانوا من أعداء الثورة منذ البداية بل وأيضاً من الحرضين عليها، فالسفليون صحيح أن جزء منهم شارك في الثورة ولكن الجزء الأكبر كانوا من البداية ضد المظاهرات التي منحت مصر تنافس هواء الحرية والعدل والمطالبة بالحقوق دون خوف وإسقاط النظام الفساد الذي قيدنا بقيد إهانه الكرامة وغيرها وأفتوا في فتاوي مسجلة بالصوت والصورة لهم وموجودة بحرمة الخروج علي الحاكم والتورة عليه مستندين إلي ذلك بأسس دينية وضعوها هم لأنفسهم. كما أن الكنيسة وعلي رأسها البابا شنودة كانت من أكثر المؤيدين لمبارك ونظامه بل ومؤيده ومتحمسة لسيناريو التوريث وحثت المسيحين علي عدم المشاركة في المظاهرات أو الانضمام للثوار.

ألم يعد من غير المنطقي أن يكون يكون هذان الطرفان اللذان اظهرا العداء للثورة منذ البداية ، هما سبب ما يجري حاليا من احتقان وتوتر طائفي في مصر. في حين أنه علي الجانب الأخر نجد أن المصريون قد تجاوزو هذا الاحتقان بصورة رائعة تجسدت في التحامهم وتوحدهم في ميدان التحرير أثناء الثورة التي لم يكن احد خلالها يستطيع التمييز بين من هو المصريين اللذين كانوا يناشدون بسقوط النظام هل هو مسيحيي أم مسلم ؟

اليس مدهش أن تتصدر هذه الاطراف المشهد السياسي والاعلامي في مصر هذه الايام ؟ الا يدعو للتساؤل هذا الانتشار الواسع والظهور اللافت للسلفيين في ربوع مصر ومحاولتهم ركوب الثورة التي كانوا من المعادين لها؟ اليس مثيرا للتساؤل أن تبقى الكنيسة المصرية بنفس العقلية التي حكمتها طوال السنوات الماضية والتي تحولت فيها لعنوان للمسيحيين في مصر سياسيا واجتماعيا ودينيا بدلا من ان يقتصر دورها على الجانب الروحاني والديني فحسب ؟

فهذه القوى المتطرفة مسلمة كانت او مسيحية والمسؤولة عما يجدث في مصر الان، تبدو وكأنها تسعى لاعادة ترتيب الاولويات في مصر الثورة علي أن يتم صرف الأنظار عن القضايا الحقيقية التي يجب ان تكون محل اهتمام المصريين.

أين كانت أصوات السلفيين حينما قُتل تحت التعذيب بواسطة أجهزة أمن مبارك المواطن سيد بلال أحد عضاء التيار السلفي في اسكندرية ؟ اللذين يطالبون الأن بكاميليا شحاته التي اعلنت انها مسيحية، أو عبير التي لم يتضح حتي اللحظة مدي صدق من كذب ماقيل عنها ؟ ألم يعد من السخرية أن تكون فتاة مسيحية أسلمت او تزوجت مسلما، أو انتشار شائعة عن علاقة بين مسلمة ومسيحي، سببا لاحراق هذا الوطن ؟

بما يشير كل هذا وذلك إلي مدي حده الخوف والخطورة التي وصل إليها الجسد المصري من خلال سهولة إختراقة وتمزيمقة بين مسلم ومسيحي. علينا جيمعا دوراً هام في إزله هذه الصورة وبناء ثقافة جديدة للمصريين تليق بروح الثورة المصرية، وأن نتمسك دائماً بأقامة الدولة المدنية التي يتمتع فيها الجميع بحق المواطنة الكاملة دون تميز علي أساس الدين أو الجنس، وتدعيم دولة القانون وتعزيز مبدأ سيادة القانون بحيث أن يكون الكل سواسية أمام القانون لا فرق بين أي فرد.

No comments:

Post a Comment