Friday, January 28, 2011

لسان الشفقة جذاب القلوب



كتب: بسمه موسى


لسان الشفقة جذاب للقلوب ومرآة للروح البشرية تعكس ما يجول بداخل الإنسان وبمثابة معان للألفاظ تظهر على هيئة أقوال طيبة أم غير طيبة، ثم تترجم هذه الأقوال إلى أعمال بنفس الدرجة أيضا تفيد البشر أو تضرهم.

إن اللسان قد خلق لذكر الخير فلا يجب أن يدنس بسب أحد بما يغضب الله فيمنع عنا فيضه وكرمه وفضله علينا فكما نعمر البيوت بأيدينا فإن القلوب تعمر باللسان الصافى الذى ينطق بالصدق واللطف فالكلمة الطيبة صدقة كما علمنا سيد الأنام، فإذا أفاض اللسان بغير ذلك، فلن تعمر قلوبنا بالخير بل ستتحجر ولن ترى فى الوجود أى شىء جميل.

فالكلام الخشن بمثابة السيف أما الكلام اللين فبمثابة اللبن الذى يترعرع عليه أطفالنا فيكبرون ويشبون ومن ثمَ يبلغون إلى عالم العلم والمعرفة والمحبة وخدمة من حولهم.

يحكى أنه قد حدث فى الصين منذ وقت طويل أن تزوجت فتاة، وذهبت لتعيش مع زوجها ووالدته، وبعد وقت قصير اكتشفت أنها لا تستطيع أن تتعامل مع حماتها فقد كانت شخصياتهم متباينة تماما، وطبقا للتقاليد الصينية القديمة، كان عليها أن تنحنى أمام حماتها وأن تلبى لها كل رغباتها ومرت أسابيع ولم تتوقفا عن الجدال وكان الزوج تعساّ بينهما. فذهبت الزوجة إلى حكيم يعمل بالأعشاب وحكت له قصتها وطلبت منه عشبا ساما فأعطاها قطارة وطلب منها أن تعد يوميا أشهى الأطعمة لحماتها وتضع بها السم شارحا لها أنه سيكون بطىء المفعول، ونصحها بأن تكون لطيفة مع حماتها وأن تعاملها بكل رقة، فشكرته الزوجة وسرعت للمنزل لبدأ تنفيذ خطتها الجهنمية ومضت عدة أشهر تغير فيها جو البيت تماما، حيث التزمت الزوجة التحكم بأعصابها ولم تدخل فى جدال مع حماتها والتى أيضا تغيرت وأصبحت أكثر طيبة وبدأت فى إظهار محبتها لزوجة ابنها بين الأصدقاء والأقارب وبدأ الزوج مشرقا سعيدا بين الاثنتين.


وفجأة شعرت الزوجة بفداحة ما تقوم به فهرعت إلى الحكيم تسأله أن يبطل مفعول السم لأنها أصبحت تحب حماتها فابتسم الحكيم وقال لها أنا لم أعطيك سما بل كان ماء صافيا، يا بنتى إن السم الوحيد كان فى عقلك أنتى ولكنى أرى الآن أنه قد غسل بالحب الذى ملأ عقلك وقلبك فالشخص الذى يحب الآخرين سيكون هو أيضا محبوبا. انتهت القصة التى عبرت ببساطة عن كيفية تنقية أفكارنا من سموم الغل والكراهية.

فلو وجه كل منا أفكاره ومشاعره نحو المحبة والاتحاد بين البشر وكلما مر بالخاطر أى نوع من الكراهية وقاومناه بخاطر أكبر منه من المحبة والوئـــام فسوف تدخل السكينة قلوبنا أولا وسنتعايش جميعا بكل محبة فمحـــــــو فكرة العداوة بفكــــــرة أعظم منها وأكثر مهابة وإجلالا ألا وهى فكـــــــــــرة المحبة هى التى سوف تبدل أراضى القلوب وتعمرها بالخير المتبادل بين البشر.

Thursday, January 27, 2011

التسامح بين حرية الضمير واللجم




ونحن نعيش الزمن الحاضر ، نجد فينا من لايهتم ألا بالماضي ، متناسين أن هناك نظم أنهارت ونظم معها تنهار سلبيات أمم وسير شعوب ، حتى قد تجد أنهملم يصنعوا للمستقبل أفكارا ولم تكن لديهم تعبيرات بحدود أو كتابات بلا حدود ، ليتمكنوا بعدها من التصحيح والتصليح ، ذلك لآنهم أفقدوا الافكار صناعتها وشكليتها حتى أفتقدت جودتها
وحرارتها التعبيرية .
طالبنا أستاذنا القدير بمطالعة كتيب ( تجربة التسامح الديني ) وقد زودنا بمختصر له على صفحتين مقتضبة .
كانت ( العالم العربي ) أول الكلمات في المختصر، أستيقنا معها من فكر الموضوع أن التسامح لن يتواجد في العالم العربي لآنه تاه بين ( بوس اللحى ) ولياقة السلوك ، أو تمشية ألامور ، وكأنه بات جزما أننا لن نجد من يستحق أن يسمى ( أنسان ) أو من نطلق عليه هذا اللقب بجدارة ، أو حتى نقول عنه أنه ( صديق ) .
ومن هذه الافكار المتواردة التي قد تكون صائبة في قراءاتنا أو مجرد خزعبلات أتت بها عجائب عصرنا هذا الذي غير الانسانية بظروف تتقلب ساعة بعد أخرى ،
بات بعدها الحديث عن الانسان لفظا لاحقوقا وبما يمت صلة ، تناسيا أن هناك خير
"خير في وفي أمتي الى قيام الساعة "، وحقيقة يجب ذكرها في " لو خليت قلبت ".
وبين التسامح فلسفة وتحديده بجوهر وظائف الدولة ، باتت شخوصها كالآدب وموسيقى البلاطات ، لايسمعها الجمهور حيث لايجوز الكلام عندما الصمت أرفع من الكلمات ، لان بين حق الحياة ولواحقها تستيقظ الاحلام المشروعة وتبدع الشراكة في الوطن وتستفز المواجع مستنهضة ، حتى تصبح خصائص أي جماعة مطلة على الاخرى ، تتبادل فيها الالغاءات وترتكب التقابلات ، مصروفين بهذا عن الشراكة الرحبة والخصائص الجميلة ، لتتحول ممارسة لمحو الذات ، فتأتي هكذا التضحية بحرية الافراد حفاظا على حرية الدولة .
كل لا يأتي ألا أن يكون هو أو نحن ، حيث ألغيت الخصائص ومحيت الذات في أقبية ودهاليز ، لاحرية معها ، أن تكونوا دائما كما أنتم ونكون كما نحن ، كل قيافته وبدلالة مع مضمون غير مغيب .
والتحدي الاعظم للدولة الحديثة ممارسة الدور من كونها ضرورة لانها التكيف المدني بموجبات قانونية ترى من خلالها ، لاسيادات مقدسة أو مدنسة بها تتحقق سلطة الحاكم المدني في حماية حق الحياة ، وأن أختلفت المعتقدات وألااراء . وهكذا لن تلتحق بركب الاخرين " كالغرب " وأنما تتقدم المسيرة ، وتقدم سبيلا يمكن أتباعه ، وبذلك يكون التسامح ثقافة وثقافة حقة وأفضل من أستيعاب الثقافات الغربية السهلة ، وبه يكون الاهتمام بوجهة نظر الاخر والخروج من الدائرة الضيقة ، لتصبح غرة في جبين الدهر ،يبثون الرجاء تسامحا في أصلاح ما أفسده الدهر ودستور فكر هذا العصر وهكذا يمكن ويتوجب ألانحناء للوضوح والكمال .
وأن كانت هناك دعوة لانطلاقة وحركة مدنية تلجم الدولة ضمن ألاطار المجتمعي وحرية الضمير مع لجم الدين والافراد ، فأن وحدة المضمون تقتضي التجليات وتحفيز الالتباس بين الكل ، ألغاءا للتعدد بما لايطيل التوحيد ويهدم العمارة .

Friday, January 21, 2011

حرق نسخه من القراءن تفتح باب جنهم على امريكا



            


إذا كان الحفاظ على المصالح العليا لأى دولة يتطلب تدخلا حاسما من قيادتها السياسية لوقف أى تصرفات تضر بهذه المصالح، فلماذا تركت القيادة الأمريكية القس الأمريكى الحقير فريد فيلبس يحرق نسخة من القرآن الكريم؟

تصرف القس الأمريكى الحقير لا يمكن تبريره بأنه تعبير عن حرية فردية تحترمها الدول الغربية، والدليل أن هذه الدول لا تسمح مثلا بالتشكيك فى المحرقة النازية لليهود "الهولوكست" أثناء الحرب العالمية الثانية، وتم محاكمة كل الأكاديميين والسياسيين الغربيين الذين أنكروا المحرقة، أو حتى قدموا اجتهادات تشكك فى عدد اليهود الذين تمت إبادتهم على أيدى النازى وتروج لهم إسرائيل والدول الغربية، والمؤكد أنه لو أقدم مسلم فى أمريكا على فعل مماثل لفعل فريد فيلبس بحرق نسخة من الكتاب المقدس، لقامت الدنيا فى أمريكا، وهاجت الأقلام التى تتهم الإسلام زورا وبهتانا.

حرق القس المجنون لنسخة من المصحف الشريف، يعطى المبرر لكل مسلم لفعل أى شىء ضد أمريكا ومصالحها فى العالم، وينزع أى مساحة لحديثها عن احترام الأديان، وينسف كثيرا من الجهود التى بذلتها منذ تولى أوباما الرئاسة من أجل كسب قلوب المسلمين بعد أن خسرتها بسبب عجرفة إدارة رئيسها السابق جورج بوش.

خطوة القس المجنون تعبير عن ضعف كبير للدول العربية والإسلامية، لأنها سلمت مقاليدها إلى أمريكا والغرب، وفرطت فى وسائل قوتها، ورهنت نفسها على كلمة تأتيها من الإدارة الأمريكية، ولو حققت هذه الدول نهضتها الحضارية الصحيحة لما وجدنا مثل هذه التصرفات المجنونة.

تعطى الإدارة الأمريكية بتهاونها أمام هذه التصرفات الحمقاء المبرر لكل المتطرفين فى الرد بما تراه ثأرا طبيعيا ممن يعبثون بمقدساتهم الدينية، كما تعطى دليلا مؤكدا على أن التهييج والتحريض ضد مصالحها تصنعه هى بأيديها، وإذا كانت الشعوب الإسلامية تشعر بخيبة أمل فى السياسات الأمريكية ، فإن الخيبة تكتمل بالقساوسة المجانين فيها الذين يجهلون بأن المسلم قد يغفل عن قضايا ه فى الديمقراطية وحقوق الإنسان لكنه لا يغفل أبدا عما يسىء إلى دينه.


Friday, January 14, 2011

حرق المصحف.. و التفسير الدينى للكراهية





كتب: أكرم القصاص



نفذ المتعصبون العنصريون الأمريكيون تهديدهم وحرقوا نسخا من المصحف الشريف وهاجموا الإسلام، وقال بعضهم إن الله يكره الإسلام. عينوا أنفسهم وكلاء عن الله.

مثل أى متعصب لا يرى غير نفسه. وكنيسة ويستبورو بابتيست تعد خارجة عن إطار القانون الكنسى الأمريكى وتبرأت منها كافة الكنائس والفصائل المعمدانية، ويقودها القس فريد فيلبس ويتبعه عدد من أفراد عائلته، ومن المفارقات أنه يعلن كراهيته لأمريكا ويرى أن الله غاضب على أمريكا، وأن أحداث 11 سبتمبر إشارة على هذا الغضب ويقول "الله يكره أمريكا الملعونة ويكره الدين الإسلامى".

ولهذا حرقوا المصحف والعلم الأمريكى. ويهاجم فيلبس الكنيسة الكاثوليكية ويقول إن "القساوسة يغتصبون الأطفال والبابا يسمح لهم بذلك. وقد رفع أهالى ضحايا أحداث سبتمبر قضايا على الكنيسة التى تبدو تحت قيادة شخص عنصرى مختل. وتزعم الكنيسة معرفتها بعدد الأشخاص الذين يدخلون "الجحيم"، وبالطبع يضع زعيمها نفسه مع أتباعه وأقاربه فى الفردوس.

وهؤلاء مثل القس جونز والمتطرفين عموما لا يعترفون باختلاف البشر وتنوعهم، وربما أحيانا تراهم يكرهون أنفسهم.

ومع الاعتراف باختلال هؤلاء العنصريين فإنهم يجدون صدى لأفكارهم، ولا يتصورون أن هناك بشرا يختلفون عنهم أو مع أفكارهم، وهؤلاء يحتاجون إلى علاج يواجه تطرفهم، ويمنعهم من إيذاء الآخرين. ويفترض ان يلجأ المسلمون فى الولايات المتحدة إلى القضاء لمقاضاة فيلبس وجونز بتهمة إهانة الأديان وازدرائها، ونتمنى ألا يلجأ بعض المسلمين لتنفيذ تهديداتهم والتعامل بالمثل.

أو شن هجمات على كنائس المهووسين بما يمنحهم المزيد من الأضواء. لأنهم يبحثون عنها، بل إنهم أعلنوا حزنهم من تجاهل الإعلام لهم وهم يمارسون أفعالهم المجنونة.

ومن اللافت أن كثيرا من الأمريكيين رفضوا دعاوى الكراهية التى بثها فيلبس أو جونز وتظاهروا تضامنا مع المسلمين. وكانت مواقف المسيحيين فى مصر والعالم ضد هذا الفعل المشين، وحتى أقباط المهجر رفضوا ذلك، باستثناء بعض المهووسين من أمثال موريس صادق، الذى تربى وعاش فى مصر ويمارس ضدها الكراهية، ويصعب أن نحسبه على مصريى الخارج. لأنه سبق واستجار بإسرائيل. موريس ومعه عدد قليل يسيئون للمصريين فى الخارج ويزرعون الكراهية والعنصرية. وإذا كان لدى جونز وفيلبس حجج من شحن اليمين المتطرف فى أمريكا، والإساءة المتعمدة، فإن موريس وأمثاله، يعرفون أنهم يكذبون باسم المسيحيين فى مصر، ويمارسون مع متعصبين ينتمون للإسلام هوسا يضاعف من كوارث.

وحتى الآن فالمسلمون التزموا العقل، وأظن أن هذه الحملة المتصاعدة ضد الإسلام، ربما تكون بداية لإعادة النظر فى علاقة الإسلام بالغرب، لأن المسلمين تعرضوا لحملات كراهية منذ سبتمبر بسبب تصرفات قلة متعصبة، ودفع الأبرياء فى أفغانستان والعراق ثمنا مضاعفا، ثم يجدون أنفسهم مطالبين بسداد فاتورة جديدة للكراهية باسم الدين وكل الأديان منها براء.

Friday, January 7, 2011

السلام ... الشباب ... المستقبل


كتب: بسمه موسى


هذا شعار اليوم العالمى للسلام لهذا العام والذى اطلقته الامم المتحدة واشار بان كى مون السكرتير العام للامم المتحدة بان المستقبل يعنى السلام لشعوب الارض وبما ان الشباب هم المستقبل فهم صناع هذا اليوم للاجيال القادمة والذى نتمنى ان تعيش فى عالم افضل من الامس.

فى 21 سبتمبر من كل عام تحتفل شعوب العالم باليوم العالمى للسلام ويقام فى ارجاء المعمورة احتفالات عديدة وفاعليات وورش عمل للصغار والكبار لتذكير الجميع بان السلام العالمى مازال حلم الاجيال القادمة بان لا ترى عيون اطفالهم حربا ودمارا ودماء مرشوشة على التراب فدم الانسان هو اغلى ماوهب الله للانسان لانه سائل الحياه ويجب عدم اراقته. وقد اتفقت كل شعوب العالم على هذا اليوم, فما قصته؟

انطلقت صيحة السلام فى المؤتمر الذى دعا له اتحاد النساء الديمقراطى العالمى فى مدينة فراكلو فى بولونيا ، وهى مدينة مسحتها الغارات الجوية فى الحرب العالمية الثانية .. ، وتألفت لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر للسلم برئاسة عالم الذرة الشهير البروفيسور جوليو كورى دعت الى مؤتمر يعقد فى باريس عام 1949 . تغير مكان الاجتماع لينعقد فى براغ من قبل وفود الشرق ! هكذا انعقد المؤتمر فى مدينتين فى آن واحد ! ودعت اللجنة الى عقد مؤتمر ثان فى شفيلد بانجلترا.. وقد عرقلت ذلك الحكومة البريطانية مما حمل الوفود على ان تجتمع فى وارسو عام 1950 ..

فى هذا المؤتمر انبثق مجلس السلم العالمى . لم يكن ذلك بمعزل عن ضغط الرأى العام الدولى وشعوب المعمورة التى اختبرت الحربين العالميتين البربريتين.. هيروشيما والرعب النووى … الخراب والدمار البيئى فى العالم الصناعى المتقدم ..ولم يكن ذلك ايضا بمعزل عن ضغط الحركات الأجتماعية المعادية لنشر السلاح النووي، الحركات المناضلة من أجل البيئة والمدافعة عن سلامة الطبيعة والتوازن البيئي، الحركات الأجتماعية النسائية التقدمية. كما لم يكن ذلك بمعزل عن كفاح مجلس السلم العالمى الذى صادف يوم 2/9 من هذه السنة الذكرى الخامسة والخمسون لتأسيسه..

وقد أعلنت الامم المتحدة عن الاعلان العالمى فى حق الشعوب فى السلم فى 12 نوفمبر 1984 .وقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذلك فى 7 سبتمبر 2001 فى القرار رقم 282/ 55 وأعلنت الجمعية أنه سيُحتفل بهذا اليوم بوصفه يوما لوقف إطلاق النار وعدم العنف فى العالم.

فى العام قبل الماض تم اول احتفال للسلام العالمى يوم 21 سبتمبر وكانت دعوة لجميع البلدان والشعوب إلى التزام وقف الأعمال العدائية خلال ذلك اليوم. ودعت جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولى للسلام بصورة مناسبة، بما فى ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور حتى يصبح هذا اليوم مستقبلا عاما ثم اعواما من السلام على الارض .

وفى العام الماضى اقام بعض شباب الوطن العربى حملة لمدة اسبوع رافعين شعار “تقافة السلام. ” مطالبين ان يعلوا هذا الشعار بالمدارس حول العالم وانه لابد من مشاركة الشباب والاطفال فى صنع ثقافة السلام . واشاروا الى ان الانترنت اصبح الشغل الشاغل لهؤلاء لذا فانهم مطالبون اليوم بالمشاركة بالكتابة فى المدونات او المقالات او الشعر او اقامة معارض فوتوغرافية تحكى عن ثقافة السلام و قد وجهوا شعار تفاعلى ” خذ موقف الان وابدا بنشر ثقافة السلام" .

تحياتى لهؤلاء الشباب والى كل الافراد ومنظمات المجتمع المدنى الذين يشاركون فى صنع السلام العالمى ودعواتى ان يشمل السلام كل العالم وان يعيش كل فرد آمنا على بيته وداره ومدرسته وحديقته ومدينته او قريته وبلده وكل العالم.

Tuesday, January 4, 2011

عما ذكره الرئيس حسنى مبارك حول المسلمين و المسيحين


كتب: سعيد الشحات



عبر الرئيس مبارك فى خطابه يوم الأحد الماضى فى احتفالات عيد الشرطة، عما يدور فى أذهان عموم المصريين جميعاً عن الأصل فى التعايش بين المسلمين والمسيحيين بسلام حتى وقت قريب.

قال الرئيس مبارك فى تعبيرات بالغة الدلالة والتأثير: «لقد كنت قائداً للكلية الجوية عام 1968، عندما قصفت طائرات إسرائيل نجع حمادى، ودمرت كوبرى قنا، ولم يكن هناك فرق آنذاك بين المسلم والمسيحى من ضحايا العدوان، وعندما خضنا حرب أكتوبر ضحى أبناء مصر من الجانبين بأرواحهم ودمائهم، ورفعوا معا علم مصر فوق سيناء». قال الرئيس مبارك، ما تحفظه ذاكرة مصريين عاشوا أحداثا كبرى، كان خطر العدو فيها لا يفرق بين مسيحى ومسلم، وكثيراً ما ذكرت من قبل أننى وحين كنت طفلاً صغيراً شاهدت أثناء حرب أكتوبر أهل قريتى التى يعيش فيها مسلمون ومسيحيون، يخرجون بالطبل والزمر فى استقبال جنود القرية المشاركين فى الحرب، لا يفرقون فى ذلك بين الجندى المسلم والجندى المسيحى، وشاهدت كيف كان المسلمون من أبناء القرية يتجهون إلى المعلم غطاس برسوم، أحد كبار وجهاء القرية وعقلائها لحفظ الأمانات لديه، وفى موته كان آلاف المسلمين هم الذين يشيعونه، وفى العزاء كانوا يجلسون فى سرادقه، ولفت هذا نظر القس الذى كان يلقى العظة، فتحدث عن أخوة المسلمين والمسيحيين فى الوطن، وهو ما تحدث عنه الرئيس مبارك. قد يتهمنى البعض بأن ما أذكره إسراف فى ذكر التاريخ، وأن الحاضر على العكس منه تماماً، لكن من الضرورى أن نستدعى أضواء التاريخ فى وقت الأزمات حتى يعى من لم يعاصروا كل هذه الحكايات أن فى تاريخنا ما يستحق أن نتحصن به. والمؤكد أن فى واقعنا الحالى توجد نماذج مثل المعلم غطاس الذى شاهدته وتحفظه ذاكرة أبناء قريتى لكن أضواء الإعلام بعيدة عنهم، وفى المقابل هناك غالبية المسلمين البسطاء الذين يمارسون التدين بعيداً عن التطرف، فيرون فى المسيحيين أخوة فى الوطن. ما حدث فى نجع حمادى رسالة يجب أن نعى منها أن التمرس خلف «قشور الدين» سيؤدى إلى خطر داهم، لكن يبقى على الدولة أن تضع الصيغ الصحيحة لعلاج ما ذكره الرئيس مبارك من أسباب تؤدى إلى الفتنة الطائفية، مثل الجهل والتعصب وغياب الخطاب الدينى المستنير والنظام التعليمى غير القادر حتى الآن على معالجة مثل هذا الخطر.