Friday, May 13, 2011

الإعلام الطائفى




لسوء حظ بعض «المرتزقة» أن فى هذا البلد أناسا يحبونه، ليس خوفا من سيف الحاكم، ولا طمعا فى ذهبه!

والأسوأ أن «الزهايمر» لم يفتك – بعد - بعقولنا. لسوء حظ هؤلاء أن للإسلام ربا يحميه، من المتنطعين والمزايدين، والشباب المضلل الذى فقد بصيرته، وسار فى زفة «الدعاة المودرن»!

للمرة الألف لن ترهبنى (وقاحة الأقزام)، لأن لى فى هذا الوطن بيتا أو مدفنا، شبراً فى بيوت الله أسجد عليه، شربة ماء من نيله الملوث بمخلفات البهائم.. لايزال هذا البلد ثرياً بأجراس الكنائس وصوت الأذان، وتغريد الصبايا ومناغاة الأطفال. لن يفلح صناع (الإعلام الطائفى) فى احتلال القمر (نايل سات)، ولا تجريد قلوبنا من التسامح الدينى!

لن ترهبنا سيوف «الحسبة» أو سياط «التكفير»! هل فى هذا البلد مسؤول يقرأ بعقل واعٍ؟..

سأفترض أن الإجابة: نعم.. فكيف يسمح وزير الإعلام «أنس الفقى» بقناة دينية ترفع شعار «أزهرى»، أو يقبل أن يكون فى مهد الأديان قناة للمتنصرين لبث مزيد من لهيب الفتنة؟!

أنا أسأل وزير الإعلام بصفته صاحب مشروع «الميثاق الإعلامى»، الذى طالب بتحديد مسؤولية «دولة المنشأ» عن المواد التى تبث من مصر، أو يتولاها مصريون (تم الاتفاق بين مؤسسة «حررنى يسوع» و«فضائية الطريق» لتكون الفضائية منبراً للمتنصرين، بحسب موقع «اليوم السابع»).. أسأل الفقى عن مسؤوليته عن تضخيم نجومية «خالد الجندى» - مؤسس قناة «أزهرى» - من خلال برنامج «البيت بيتك»!

هذا البرنامج الذى لم يشهد حضوراً مماثلاً لرجل دين مسيحى يفتى فى شؤون الأقباط «شركاء الوطن»، أو – على الأقل - يشعرهم بالمساواة فى إعلام الدولة..

لماذا لا نرى قداساً أو نسمع صوت قداسة البابا «شنودة» إلا فى الأعياد؟!

نعم.. سيادة الوزير، لو كان الإعلام منصفاً لاحتفظت مصر بسماحتها واعتدالها، لو كان وجود الأقباط طبيعياً فى الحياة السياسية والواجهة الإعلامية لما ظهرت أمراض «التبشير».

لماذا تُزايد الدولة بكامل أجهزتها على مشروع «الإسلام السياسى»، وتُكرس الاحتقان الطائفى بمزيد من الاضطهاد، لماذا صمت فضيلة الدكتور «سيد طنطاوى»، شيخ الأزهر، على الاستغلال التجارى لاسم الأزهر الشريف، وترك «الجندى» يمرح بين الصحف ويروج لقناته بصورة الأزهر، ووجه الإمام الأكبر؟،

هل أصبح «الجندى» وصياً على الأزهر بكل ما له من هيبة، أم أن علماء الأزهر ارتضوا جزءا من أرباح القناة للفقراء والمساكين.. و«الدعاة» بحسب تصريحات «خالد الجندى»؟!

يا فضيلة الإمام الأكبر.. قناة أزهرى يمولها ليبى (حصلت القناة على تمويل أولى بقيمة ٢.٧ مليون دولار من رجل الأعمال الليبى حسن طنطنكى، علاوة على نحو ٢.٥ مليون دولار لتسيير أعمال القناة سنوياً)!

فهل دخلت المؤسسة الدينية ضمن مشروع ليبيا لإحياء الدولة الفاطمية؟! وإن كان الأمر كذلك فلماذا نرفض تمويلاً سعودياً لدعم «السنة»؟!

نريد قناة تتحدث باسم «الشيعة» المضطهدين فى بلد الأزهر الشريف، وليفتح المزاد!

فكلما تساوت قوى الصراع، تضاءلت ديناصورات الإعلام عن التهام البلد بشعار «مسروق».

أنا - من هنا - أطالب الأجهزة الأمنية بالكف عن ملاحقة أبناء الطائفة الشيعية ومصادرة كتبهم، ونفيهم داخل الوطن (دون مبرر قانونى)!

أطالب الدولة بتشكيل مجموعة وزارية (من وزراء الإعلام والثقافة والتربية.. ومن يلزم)، لمعالجة ملف اللٌحمة الوطنية التى أصبحت أغنية ممجوجة، فالوحدة الوطنية ليست مهمة «أمن الدولة»!

لست مع «المنع» لأى صوت مهما كان سخيفاً، لكن حرية العقيدة - حرية الإعلام ليست حكراً على بطل مسلسل «الباطنية» - الشيخ «خالد الجندى»!

No comments:

Post a Comment