Tuesday, January 4, 2011

عما ذكره الرئيس حسنى مبارك حول المسلمين و المسيحين


كتب: سعيد الشحات



عبر الرئيس مبارك فى خطابه يوم الأحد الماضى فى احتفالات عيد الشرطة، عما يدور فى أذهان عموم المصريين جميعاً عن الأصل فى التعايش بين المسلمين والمسيحيين بسلام حتى وقت قريب.

قال الرئيس مبارك فى تعبيرات بالغة الدلالة والتأثير: «لقد كنت قائداً للكلية الجوية عام 1968، عندما قصفت طائرات إسرائيل نجع حمادى، ودمرت كوبرى قنا، ولم يكن هناك فرق آنذاك بين المسلم والمسيحى من ضحايا العدوان، وعندما خضنا حرب أكتوبر ضحى أبناء مصر من الجانبين بأرواحهم ودمائهم، ورفعوا معا علم مصر فوق سيناء». قال الرئيس مبارك، ما تحفظه ذاكرة مصريين عاشوا أحداثا كبرى، كان خطر العدو فيها لا يفرق بين مسيحى ومسلم، وكثيراً ما ذكرت من قبل أننى وحين كنت طفلاً صغيراً شاهدت أثناء حرب أكتوبر أهل قريتى التى يعيش فيها مسلمون ومسيحيون، يخرجون بالطبل والزمر فى استقبال جنود القرية المشاركين فى الحرب، لا يفرقون فى ذلك بين الجندى المسلم والجندى المسيحى، وشاهدت كيف كان المسلمون من أبناء القرية يتجهون إلى المعلم غطاس برسوم، أحد كبار وجهاء القرية وعقلائها لحفظ الأمانات لديه، وفى موته كان آلاف المسلمين هم الذين يشيعونه، وفى العزاء كانوا يجلسون فى سرادقه، ولفت هذا نظر القس الذى كان يلقى العظة، فتحدث عن أخوة المسلمين والمسيحيين فى الوطن، وهو ما تحدث عنه الرئيس مبارك. قد يتهمنى البعض بأن ما أذكره إسراف فى ذكر التاريخ، وأن الحاضر على العكس منه تماماً، لكن من الضرورى أن نستدعى أضواء التاريخ فى وقت الأزمات حتى يعى من لم يعاصروا كل هذه الحكايات أن فى تاريخنا ما يستحق أن نتحصن به. والمؤكد أن فى واقعنا الحالى توجد نماذج مثل المعلم غطاس الذى شاهدته وتحفظه ذاكرة أبناء قريتى لكن أضواء الإعلام بعيدة عنهم، وفى المقابل هناك غالبية المسلمين البسطاء الذين يمارسون التدين بعيداً عن التطرف، فيرون فى المسيحيين أخوة فى الوطن. ما حدث فى نجع حمادى رسالة يجب أن نعى منها أن التمرس خلف «قشور الدين» سيؤدى إلى خطر داهم، لكن يبقى على الدولة أن تضع الصيغ الصحيحة لعلاج ما ذكره الرئيس مبارك من أسباب تؤدى إلى الفتنة الطائفية، مثل الجهل والتعصب وغياب الخطاب الدينى المستنير والنظام التعليمى غير القادر حتى الآن على معالجة مثل هذا الخطر.

No comments:

Post a Comment