Friday, March 9, 2012

سياسة التسامح وثقافة اللاعنف



لا يمكن أن يختلف أي كائن عاقل يعيش على كوكب الأرض إلا ويقر بأنه يوجد هناك في العالم مذهبان هما لا ثالث لهما حيث يقوم المذهب الأول ومرتكزاً في مذهبه على إتباع نهج سياسة العنف وتدمير الآخر وإلغائه ومصادرة حقه في ممارسة حياته الإنسانية أما المذهب الثاني فهو يعتمد في نهجه على احترام الإنسان وصون كرامته والاعتراف بحقوقه الإنسانية في الحياة .وقد ترك هذان المذهبين لنا خلفهم من العواطف المتبادلة التي يعبر كلا منهما الآخر عن مذهبه ،فالمذهب الأول يُسقي بالحقد والمذهب الثاني يُغذي بالحب فشتان ما بين الحب والحقد .فإن الحقد عمليا هو الانكفاء والارتداد على الذات، لهذا فهو مدمر ولا يقبل بقبول بقاء ومشاركة الآخرين لأنه يعمل علي حذفهم والخلاص منهم بأي وسيلة كانت لأنه الضرورات عنده تبيح لهم المحظورات .أما الحب فهو أرقى درجات لإحساس بالحياة وأجمل المشاعر الجياشة وأرق الأحاسيس الصادقة التي لا وصف لها ولا يشعر بشعورها إلا من يحس بإحساسها .أما ثقافة سياسة نهج العنف وما يتخللها من قتل وموت لا تنتج لنا سوى الحقد والكراهية والبغضاء ونشر الرعب والهلع والقلق والرهبة في نفوس الشعوب وتعميم حالة الفوضى والتشاؤم والخوف من المجهول القادم .أما ثقافة اللاعنف هي السمة السائدة والمتحضرة والراقية بين الشعوب في الحياة الطبيعية التي ينتشر فيها الأمن والأمان والوئام والمحبة والسلام بين شعوب سكان هذه الأرض ..ومن منا لا يسمع أو يشاهد بأم عينه الصراعات القائمة بكل أشكالها ما بين الدول فنجد في صراعهم حروب سوى كانت هذه الحروب دائمة أو متقطعة ونهاية كل حرب انتصار وهزيمة .وتأتي هذه الحروب امتدادا للسياسة الدول الطامعة بوسائل وطرق عديدة تعمل على خدمة أهدافهم وتحقيق مآربهم الشخصية والحزبية علي حساب الوطن ومن هنا يبدأ سيناريوهات التبرير لهذه الحروب فيبرر المنتصر دائما لشعبة ويلات الحرب وفظاعتها بالانتصار وما يجلبه ويحققه من مكاسب حتى المنهزم يبرر لشعبه 
أيضاً انه هو المنتصر وفقا لقواعد لعبته السياسة الساذجة المفروضة علية من قوة إقليمية يعمل لحسابها.وأما بشأن الصراعات الاجتماعية فالأمر حتما يختلف فالعنف هنا لا يأتي ابدأ امتدادا ًللسياسة ،بغض النظر من المنتصر جراء ممارسة هذا العنف وان المجتمع في كثير من الأحيان هو الخاسر الأكبر من استخدام نهج ثقافة العنف ..أما ثقافة اللاعنف: تعد رخاءً فكرياً من الأفكار الراقية بل أجزم أن قلت أنها أصبحت حالة ضرورية ومصيرية وهي مقدمة لإنهاء دوامة العنف المستشرية بين أبناء المجتمع والهالكة لهم وأن هذه الثقافة ثقافة اللاعنف بالتأكيد تعمل على فتح أفاقاً وآمالاً 
لهم نحو التطور السلمي ونشر الحياة الديمقراطية وإحياء الأمل في نفوسهم. بدل من إتباع نهج سياسة العنف وان الثقافة اللاعنف حتى نقيمها فوق أنقاض ثقافة العنف لابد من بذل الجهود المضنية من خلال المجتمع بدء من البيت والمدرسة والجامعة والمسجد والشارع إلي   
الأحزاب السياسة والفعاليات الفكرية والأنشطة الجماهيرية وصولا إلي الدولة بجميع مؤسساتها فعندما تنمو وتزدهر ثقافة العنف في نفسية ممارسيها تكبر وتنمو أسوء الدوافع الغريزية والأنانية لديهم تلقائيا وكل ذلك يكون على حساب الرؤية الصحية والفكر السليم لثقافة اللاعنف فثقافة العنف تحمل في مخزونها علامة الانقسام والتناقضات وحتى يتمكن العنف من التفشي والبقاء فهو يعمل باستمرار علي إذلال والحط من كرامة إنسانية الإنسان أين نحن من الحضارة والثقافة ،والروح الدينية الحقيقية والتسامح والمحبة كل هذه القيم النبيلة العظيمة للأسف يجرى تحطيمها على مذبح العنف الذي يستمد من دماء الشهداء وأشلاء الضحايا فغذاء العنف هو الاستمرار والتمدد.فإن ثقافة اللاعنف هي ثقافة السلم الحقيقية التي تعبر عن مضمون وفكر الأخر هو أنا وان الطريق الوحيد لمعالجة العديد من هذه القضايا مثل مشكلات التهميش واللامبالاة والعدالة في المجتمع ، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال معرفتنا بالآخرين واحترامهم ووقف استخدام العنف ووقف الانتهاكات الفاضحة ضدهم.وهناك العديد من أنواع العنف ومنها على سبيل المثال لا حصر لها مثل . العنف الاضطراري . وهذا النوع من العنف والمقصود به هنا من حق الشعوب المناضلة والمغلوب علي أمرها أن تدافع عن حقوقها ومصائرها داخل المجتمع الواحد وبين مكوناته البنيوية الموجودة بالمجتمع وهذا العنف لا يقف عند تيار فكري أو سياسي محدد،فلذي التيارات السياسية كافة في المجتمع القابلية للتحول إلي العنف للاستفادة من أزمات المجتمع واستغلالها أسوء استغلال لمصالحهم الحزبية والشخصية . أما العنف المجتمعي: فهذا النوع من العنف مهما كانت الخلافات والتناقضات الاجتماعية بالمجتمع لا تبرر لأي كائن الحق في ممارسة أشكال العنف لأنه سياسة العنف نتيجة ليس بسيطة لوجودها فثقافة العنف لها مصادرها سواء أتت محمولة عبر نظريات جاهزة كالعنف الثوري ونظريات التكفير أو أتت من خلال مصادر متعددة مثل المذاهب والتعصب القبلي .فإن ثقافة العنف تلعب الدور الحاسم في قلب التناقضات الاجتماعية السِّلمية إلى تناقضات عنيفة، لا تتوقف حتى تدمِّر طاقة المجتمع وتُهلِك الحرث والنسل. وأما عنف الدولة: فلقد وجدت ثقافة عنف الدولة متزامنا مع ولادة النظام السياسي القائم لأي دولة كانت جمهورية أو ملكية أو رئيسية فان الدولة كنظام سياسي موجود ويقوم على توفير الأمن باستخدام العنف كلما اضطرت الدولة إلي ذلك من اجل حماية أمن الوطن والمواطن من داخلها .ونجد داخل أي دولة موجودة تمارس القوة المسلحة لتنفيذ وتطبيق القوانين داخل الدولة وتعمل على حماية وصد أي هجوم عليها من الخارج في أوقات الأزمات والحروب... 

No comments:

Post a Comment