Friday, January 6, 2012

أنا غير متفائل.. ولا أدعو للتشاؤم


علي قناة "سي تي في" القبطية، وفي برنامج "في النور" للمذيعة اللامعة "دينا عبد الكريم" والممثل الموهوب الأستاذ "إيهاب".. وفي نهاية إحدي حلقات البرنامج، طلبت المذيعة من المشاهدين الذين يُراسلون البرنامج أن تكون إيميلاتهم ورسائلهم متفائلة، ولا داعي لنبرة التشاؤم السائدة في أغلب الرسائل والآراء من المشاهدين.. استغربت من طلب المذيعة اللامعة، وأخذت أبحث في الوضع الحالي لبلدنا "مصر"، خاصة بعد ثورة 25 يناير البيضاء، والتي كُنا في قمة التفاؤل بعد نجاحها الكبير ومكاسبها العظيمة. ولكن ومع توالي الأحداث شبه اليومية غير السعيدة من هنا وهناك في كل بقاع "مصر" المحروسة، بدأت تدب في قلوبنا وقلوب كل المصريين حالة من الخوف والقلق على مستقبل بلادنا، والصورة تزداد قتامة يومًا بعد يوم. وأخذت أتساءل.. بأمارة إيه نتفائل؟؟

بأمارة.. التعدي بالرصاص الحي والأر بي جي على رهبان عُزَّل يعبدون الله في الصحراء في دير الأنبا "بيشوي"، وهدم السور الذي بنوه لحمايتهم، ولم نسمع عن أي عقاب للمعتدين!! 

بأمارة .. حرق وهدم كنيسة "صول" بـ"أطفيح" بمحافظة "حلوان"، والعبث بأجساد القديسين بطريقة غير مسبوقة في تاريخ "مصر". وبالرغم من اقتراب المجلس العسكري- مشكورًا- في الانتهاء من أعمال البناء، ولكن حتى الآن لم نسمع إنه تم محاكمة المجرمين المعتدين!!

بأمارة.. التعدي أيضًا- وبالرصاص الحي- على أقباط "المقطم"، وحصيلة التعدي الكثير من الشهداء والجرحي، وتخريب بيوتهم لأنهم أرادوا أن يشاركوا إخوتهم في مظاهرات "ماسبيرو"! ده غير التعدي علي شباب "ماسبيرو" في وقفتهم السلمية ومطالبهم المشروعة. ولم نسمع أيضًا أي قبض على أو عقاب للمعتدين!! 

بأمارة.. إقامة الحد بقطع أذن المواطن القبطي بـ"قنا"، وبعدها أُجبر على التصالح من خلال جلسات المصاطب العرفية! ولا العثور على جثة لأب كاهن مذبوحًًا بـ"أسيوط"، ولا قتل مواطنة قبطية بـ"منفلوط" لأنها رفضت التجاوب مع قاتلها في معاكساته لها؟!!!

بأمارة.. التهديدات للقبطيات غير المحجبات، وإثارة الرعب في قلوب كل المصريات غير المحجبات، والهلع للجميع من أن تتحوَّل "مصر" إلي "طالبان" أو "إيران" جديدة!! 

بأمارة.. الفوضى في الشارع المصري، وغياب الأمن، وكثرة البلطجية في كل مكان، وانتشار مقولة "اخدم نفسك بنفسك".. أي كل واحد ياخذ باله ويحمي نفسه بنفسه، كأننا رجعنا لعصر الغاب!!

بأمارة.. ما رأيناه مؤخرًا في المشهد.. الكارثة بإستاد "القاهرة" قبل نهاية مباراة الزمالك مع الأفريقي التونسي، والفوضى العارمة، والتخريب العلني داخل الإستاد التي شاهدها للأسف كل العالم!!

بأمارة.. الأخبار التي تصل إلينا كل يوم من خلال الفضائيات والإنترنت، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:
- هولاكو بقرية البدرمان بالمنيا يحتجز أكثر من 23 قبطي كرهائن، ووضع أسرهم وأطفالهم تحت الحراسة حتى يتنازلوا عن البلاغات المقدَّمة ضده. 
- أكثر من 3000 جهادي يعودون إلي مصر من أفغانستان والشيشان والبوسنة والصومال وإيران.
- الجماعة السلفية تطالب بإلغاء السجون وتطبيق الشريعة الإسلامية مثل السعودية تمامًا
- المطالبة بتحطيم الآثار الفرعونية لأنها أصنام.
- هجوم من البلطجية بقنابل مولوتوف على منطقة "الشرابية". 
وغيره الكثير والكثير.. ثم نقول: "لازم نتفائل"!!! الصورة أبدًا أبدًا لا تدعو للتفاؤل..

وأيضًا أنا لا أدعو للتشاؤم.. ويكون تفاؤلنا ورجائنا فقط في وعود إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح له كل المجد، عندما قال لنا: "في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". وأن "لا تخف لأني أنا معك"، و"الرب يدافع عنكم وأنتم صامتون".

وأبدًا لا أدعو للتشاؤم عندما نري ونسمع حبيب قلوبنا، ذهبي الفم الجديد، خليفة مار مرقس الرسول، قداسة البابا المعظم الأنبا "شنودة الثالث"- أدام لنا الرب في حياته- وهو يبث في قلوبنا دائمًا الاطمئنان والسلام والأمان في وعود رب المجد، عندما يعلِّمنا دائمًا أن "ربنا موجود"، و"كله للخير"، و"مسيرها تنتهي"..  

No comments:

Post a Comment