Friday, November 25, 2011

ترويعُ الأطفال والاسمُ: مُلْتَحٍ





سيف سمير، طفلٌ جميلٌ فى التاسعة من عمره. يحرصُ، مع أبيه وشقيقه سُهيل، على الذهاب إلى المسجد مبكّرًا ظهيرةَ كلِّ جمعة كى يضمنوا مَجْلِسًا متقدمًا، يقرِّبهم من المحراب وملامح وجه الخطيب، فيغنموا من مُتَع الصلاة أقصاها.

جلسوا ينصتون إلى الخُطبة، ثم همّوا لإقامة الصلاة فى صفِّهم الأول. وإذا بكهلٍ مُلتحٍ جاء من أقصى المسجد يسعى، جذبَ الطفلَ بغِلظةٍ من ملابسه، ثم احتلَّ محلَّه فى الصف الأول! لم يعبأ الشيخُ بنظرةِ فزعٍ غيّمتِ الوجهَ الصغير! ثم وقفَ بكامل ورعه مُطْرقَ الرأس فى حضرةِ الله.

كظم الأبُّ غيظَه احترامًا لقدسية اللحظة وقداسة المكان، ثم التفتَ إلى صغيره، فوجد نظرةَ الدهشة والخوف لما تبرح العينين البريئتين. أومأ الأبُ لابنه بابتسامة تشجيع تقول: أنْ اِصمتْ واصبرْ. بعد الصلاة خرج سيفُ من المسجد وحيدًا، فناداه أبوه بصوت عال أمام جموع الخارجين لتوّهم من بيت الله.

قال الأبُ: «سيف، اسألْ جدو ليه شدّك ووقف مكانك؟» صمت الولدُ خَجِلاً من طرح السؤال على الكبير. فالتفت الأبُ الغاضبُ لابنه، قائلاً للكهل: أنت مُلتَحٍ، وبوجهك علامةُ الصلاة التى تشى بتقواك، لكن سلوكك، من أسف، يناقضُ شكلك! ما الذى جناه صغيرى لتروّعه؟ لمجرد أنك أكبر منه سنًّا؟ الولدُ مُكلَّفٌ بالصلاة مثلك، وقد دخل المسجدَ بأدبٍ، واستمعَ إلى الخطبة بأدبٍ، ثم قام للصلاة بأدبٍ، فبأى ذنبٍ رُوِّع؟» ثم حدّثه عن السماحة والاحترام، وكيف كان الرسولُ الكريم يعاملُ الحَسن والحُسين فى طفولتيهما، وكيف أن الإسلامَ، وكلَّ ديانات الأرض، السماوية والعرفية، وكلَّ قوانين حقوق الإنسان تحثُّ على الترفّقَ بالأطفال.

وكشأن المصريين الآن، فى تبنيهم نظرية «الأنامالية»، احتشد المصلّون يتفرجون فى سلبية! فلا هم انصرفوا لحال سبيلهم، على اعتبار أن الشأنَ لا يعنيهم، ولا حاول أحدُهم طمأنةَ الصغيرِ الخائفِ بأن عالمَ «الكبار»، الذى يقفُ الصبىُّ على عتباته، ليس عالمَ ضباعٍ وضوارٍ يأكلُ كبيرُه صغيرَه. وقفوا يتفرجون بفضول، وفقط، بعدما أدّوا واجبَهم «الوحيد» نحو السماء، بإقامتهم الصلاة! فإن كان ثمة أمرٌ سماوىّ يحضُّ على أن يحتلَّ الصغارُ خلفيةَ المسجد والكبارُ المقدمةَ، فليس أقلَّ من أن يقولَ الكهلُ هذه المعلومةَ للطفل فى ترفّق، ثم يستأذنه فى الوقوفِ مكانه، دون غلظة وخشونة!

فى أمريكا وأوروبا يضعُ القانونُ جريمةَ «الإساءةُ للأطفال» Child Abuse، على رأس الجرائم، التى عقوبتها السجنُ والغرامة. حتى لو كان مرتكبَ تلك الجريمة هو الأبُ أو الأمٌّ، تقوم الحكومةُ آنذاك بنزع حضانة الطفل من أبويه حمايةً لنفسه وروحه وجسده من الإيذاء. وقد فنّد المشرّعُ الجريمةَ إلى مستوياتها وألوانها المختلفة، بدءًا من تجاهل احتياجات الطفل، إلى إيذائه بدنيًّا، إلى إيذائه نفسيًّا، إلى إيذائه جنسيًّا. فليشكرِ الشيخُ حظَّه الذى ألقى به فى دولةٍ لا تعبأ كثيرًا بالطفولة وحقوقها.

وقبل أن يتهمَنى أحدٌ بالعمالة للغرب، ومعاداة اللحية والإسلام، تلك التُّهمُ البليدة المضحكة التى يقذفها بجهل وعماء أولئك الذين يخفقون فى القراءة، ويجيدون جدًّا تصيّد الكلمات خارج سياقها، ثم تحريفها عن معناها الواضح البسيط، سأقولُ بل إننى أكثرُ حِرصًا على الإسلام من أولئك الذين نصَّبوا أنفسَهم وكلاءَ الله فى الأرض، من دون أن يوكّلهم أحد. مقالى هذا، ومقالاتى كلُّها، ومشروعى الكتابىّ كله، بل وربما حياتى كلها، لا تسعى إلا إلى هدف واحد هو الجمال. والقرآنُ يحضُّنا، مع كلِّ آية من آياته، على الجمال. فإن أنا انتقدتُ شيخًا مُلتحيًا يروّع طفلاً غضًّا، فلأننى أربأ بهذا الشيخ وتلك اللحية أن يقعا فيما لا يجب أن يقعَ فيه فاسقٌ لم يقرأ القرآن ولم يسجد لله. فلصالح مَن يشبُّ هذا الطفلُ كسيرَ الروح يحملُ عقدةً من الكبار الملتحين؟ مقالى هذا لونٌ عميقٌ من الحرص على صورة الإسلام، ودرجةٌ عُليا من الضَّنّ بالخطأ على من لا نقبلُ منهم الخطأ والزلل. تمامًا مثلما نرفضُ أن يخطئ أبناؤنا، فيما قد نُمرّرُ أخطاءَ أبناء الغير. هذا لونٌ من الغَيْرة عميقٌ، لا يشبه تهليلَ رجالٍ جُوْف بشعاراتٍ لا يطبِّقونها.


Tuesday, November 22, 2011

فتنة ماسبيرو "




ما  بين الرواية الرسمية للأحداث الدامية التى شهدتها منطقة ماسبيرو أمس الأول، والرواية القبطية، اختلافات ضخمة تصل لحد التناقض.. فالسلطة اتهمت من سمتهم بـ«مثيرى الشغب» بالمسئولية عن تفجر الأوضاع ومقتل 25 وإصابة أكثر من مائتين آخرين، وقالت إن هذه العناصر المثيرة للشغب اندست وسط الأقباط كان بعضهم يقود موتوسيكلات واعتدت بأسلحة نارية وزجاجات مولوتوف على قوات الشرطة العسكرية، التى اضطرت إلى الرد بالقوة دفاعا عن النفس.

أما الرواية القبطية فتؤكد أن قوات الأمن دهست بسياراتها عددا من المتظاهرين لقوا حتفهم بطريقة بشعة تحت عجلاتها، مما أشعل فتيل العنف، كما قال الكثير من الأقباط ان ما حدث هو حلقة جديدة فى سلسلة اضطهاد ممنهج ضدهم، وليس مجرد واقعة فتنة عابرة أو حوادث عشوائية.

وحتى لا ندفن رءوسنا فى الرمال، فإن هناك مبررات مشروعة للغضب القبطى، الذى يتفهمه الغالبية العظمى من المسلمين، بعد مسلسل حرق الكنائس فى صول وإمبابة والماريناب، إضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى جهاز أمن الدولة فى عهد حبيب العادلى بالتورط فى تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، دون إجراء تحقيقات جادة فيها..

ما حدث فى ماسبيرو هو نتاج طبيعى لبيئة سياسية كانت تتميز طوال عهود طويلة بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان، ثم تميزت بعد ثورة 25 يناير بالفوضى، وظهور قوى إسلامية متطرفة فكريا تستدعى ــ بجمود يثير الدهشة ــ معارك المسلمين الأوائل ضد كفار قريش، وتستأنفها ضد أقباط مصر، وهم يتصورون انهم يتقربون بذلك إلى الله ورسوله.. فى نفس الوقت الذى يرفع فيه متطرفون مسيحيون شعارات طائفية تعادى وجود المسلمين نفسه فى مصر باعتبارنا ضيوفا، ولسنا اصحاب بيت مثلهم!

وفى مثل هذا المناخ، تستطيع الحكومة أو المجلس العسكرى مواجهة مثل هذه الأحداث، والسيطرة على انفجارات الغضب القبطى التى تندلع هنا أو هناك، باستخدام عصا الأمن الغليظة، وإلقاء مسئولية أحداث العنف على عاتق مثيرى الشغب الذين لا يعرف أحد من هم بالتحديد، ومن يقف وراءهم وما هى دوافعهم، لندور فى نفس الدوامة القديمة التى فشلت فى حل الأزمة التى تزداد اشتعالا تحت السطح، لتنفجر فى وجه الجميع بين حين وآخر..!

ما نحتاجه بشدة الآن هو تغليظ العقوبات على من يعتدى على دور العبادة، بانتظار بناء دولة الحرية التى نحلم باقامتها فى مصر.. وهو ما يبدو انه سيستغرق عدة سنوات!

Friday, November 18, 2011

احترامُ حقوق الأقباط انتصارٌ للإسلام



الحمدُ لله أن المعظمَ الساحقَ من قرائى مستنيرون ومثقفون، يتقنون «فنَّ القراءة»، الذى علّمنى جدى محمد إبراهيم سليمان، رحمه الله، أنه أصعبُ من «فنّ الكتابة». لأنه يحتاج أولا إلى اختيار ما نقرأ. وهذا عمل عسِر. لأن «اختيارَ المرءِ جزءٌ من عقله»، كما قال السيوطى. 

ثم إنه تأمُّلٌ لكل كلمة نقرؤها، وتبصّرٌ فى دلالة مواقع الكلمات وإيقاعها وترتيبها، ثم الانتباه لعلامات الترقيم والتشكيل التى تبدّل المعنى. ثم هو، بعد كل هذا، تدبُّرٌ واعٍ ومثقف لمضمون الكلام: رمزيته ومجازيته وحَرفيته، ومحاولة البحث فى عمق الكلمات وأسرار اللغة الخبيئة، التى لا يعرفها إلا محترفو القراءة. ثم الغوص بين السطور لاقتناص الطاقة التى تشعّها الكلمات، وإن لم تصرّح بها. هكذا تعلّمتُ دائمًا أن القراءة «الحقّ» ليست مهمة سهلة، ومن هنا أولى كلَّ اهتمامى لكل حرف أكتبه، احترامًا للقارئ وتقديرًا له. وبينما معظم قرائى مثقفون مستنيرون، إلا أن الأمر لا يخلو من «الهواة»، الذين قد يخفقون فى درس القراءة، بل فى درس الوجود ذاته. إلى أولئك الأعزاء هذا المقال.

لأننى أتناول كثيرًا حقوقَ الأقباط المهدرة فى بلادنا، ظنّ بعضُ أولئك أننى أهاجم الإسلام! بل ظن البعضُ أننى على وشك اعتناق المسيحية! وانطلق الخيالُ بالبعض فأعلنوا أننى تنصّرت، «بس مكسوفة» أعلن الأمر! ورغم أن تلك الترهات ركاكةٌ لا تستحق الرد، تُضحك من يسمعها، إلا أن تفكيرهم على هذا النحو يحمل ملمحًا خطيرًا بالفعل، لأنهم يقدّمون صورةً مشوّهة عن دينى: «الإسلام»! وكأن الإسلامَ يحثُّنا على معاداة المسيحىّ! وهذا مضمون مقالى.

بدايةً، أودّ أن أقول إن غزارة كتاباتى عن الملف القبطى «المسكوت عنه»، سببها قلّةُ تناول هذا الملف الشائك (لا أدرى لماذا هو شائك مع أنه شأنٌ وطنى!) من قِبل الكتّاب الشرفاء الذين لا يغازلون الأكثرية بالضغط على الأقلية. ورغم وفرة أولئك الكتاب الكبار الذين دافعوا عن الأقباط مثل الأساتذة: إبراهيم عيسى، خالد منتصر، مجدى الجلاد، نبيل شرف الدين، وغيرهم الكثير، إلا أن حجم الكتابة، فى مجملها، مازال لا يكافئ ما يقع على أقباط مصر من غُبن ثقيل قوامه خمسون عامًا، خاصةً فى العامين الأخيرين 2010-2011. لذلك أحاول أن أعدل هذه «الكفة المايلة» بتكثيف كتابتى. فالمسيحى يحتاجُ أن يشعرَ أن المسلمَ يشعرُ بهمومه. ويلاحظ القارئ أن صوتى يخفُت كلما كتب كُتّابٌ آخرون انتصارًا للأقباط، ويعلو كلما صمتوا. وتزيد المشكلة ثقلاً بصمت المسيحيين أنفسهم عن المطالبة بحقوقهم، ليس خوفًا من الأغلبية كما يظن البعض، بل لأن دينهم يحضّهم على الصمت والسماحة وتحمُّّل الأذى الأرضىّ؛ طمعًا فى ملكوت السماء. حيث يقول لهم كتابُهم: «طوبى للحزانى، لأنهم يتعزّون- غير مُجازينَ عن شَرّ بشرٍّ، أو عن شتيمة بشتيمة- أحبُّوا أعداءَكم، باركوا لاعنيكم، أَحسنوا إلى مُبْغضيكم».. إلخ.

أقولُ بكل اطمئنان إن المسلم الذى يظلم مسيحيًّا أو يهدم داره أو يرميه بكلمة نابية، استغلالاً لصمته، فإنه بهذا يُغضبُ اللهَ دون شك، ويقدّم صورة رديئة للإسلام الذى يحثّ على الرحمة والعدل والأدب. لهذا سيكون الرسولُ حجيجَه يوم القيامة كما وعد، وتوعّد. وعلى النقيض من ذلك، فإن المسلم الذى ينتصرُ لأخيه القبطىّ، احترامًا لصمته الذى يحضّه دينُه عليه، فإنه بهذا يُرضى اللهَ ويقدم صورةً طيبة للإسلام، وللمسلمين. وهذا بالضبط ما أحاول فعله فى مقالاتى طمعًا فى وجه الله؛ ذاك أننى أؤمن أن أول سؤال سوف يسأله اللهُ لنا يوم النشور: هل رأيتَ مظلومًا وصمتّ عن نُصرته؟ ويخبرنا الله أنه قد يسامح عبدًا فى حق من حقوقه هو الله، لكنه أبدًا لا يسامحه إن ظلم عبدًا آخر، حتى يصفح عنه هذا الآخر. وبهذا يكون الدفاع عن المستضعفين فى الأرض، وفى بلادهم، هو صلبُ الدين وجوهره، كما أفهمه.

أفهم أن الدين هو حسنُ العمل وإتقانه، وقول الصدق، ومحبة الناس واحترامهم، وعدم الفُحش فى الفعل أو القول، والرفق بالضعيف، واحترام الكبير، ومراقبة الله فى السر وفى العلن. أفهم أن الدين هو العدلُ وعدمُ الانحياز لإنسان دون إنسان. هو نُصرة المظلوم بالدفاع عنه، ونُصرة الظالم بردّه عن ظلمه. أفهم أن الدين هو النظافةُ فى القول والفعل، مثلما هو فى البدن وفى المكان. أفهم أن الدينَ المعاملةُ وعدمُ الإساءة للآخر وسوء الظن به. أن نضع أنفسنا مكان الناس لندرك كيف يشعرون. نحسُّ آلامهم، فنتجنب تزكيتها، وندرك مكامن فرحهم فنسعى إلى ترسيخها. لأننى أفهم أن الله، تبارك اسمه، لم يخلق آلهةً على الأرض، بل خلق بشرًا ضعافًا، تقفُ القشةُ فى أحداقهم كأنها جبال ضخمة، كما قال الشافعى، وتلدغهم بعوضةٌ ضئيلة فترجف أوصالهم وقد تقضى عليهم. أفهم أن الله يحب عباده جميعًا على قدر واحد، لأنهم جميعًا خلقه وعباده وصورته على الأرض، لأنه عادل، بل هو العدل المطلق. أفهم أن كلَّ نفس بما كسبت رهينة، فالبشر رهنُ ما أتوا فى الدنيا من حسنات وسيئات، كبُرت أم صغُرت. وأنه تعالى لم يكلف أحدًا بحساب أحد فى الأرض، لأنه لا يجوز أن يحاسب خطّاءٌ خطّاءً، فذلك شأنُ الله وحده جلّ فى علاه.

مستحيلٌ أن أصدق أن الدين يُمكن اختصاره فى إعلان المرء بصوت عال غليظ عن دينه. وسبّ مَن لا يدين بهذا الدين؛ وهو يظن جهلاً أنه بهذا ضمن الجنة، دون عبء العمل والاجتهاد ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء ومحبة الناس وحسن المعاملة وعفّ اللسان ونظافة اليد.

الحقُّ أن مشعلى الفتنة هم مفجرو الكنائس وهادموها، وكذلك الصامتون عن نصرة الأقباط. أما من يفتحون الجروح لتنظيفها وتطهيرها، وهذا فرضُ عين على كلّ مسلم، لا فرضَ كفاية، فإنهم هم مَن يرأبون الصدع حتى يلتئم نسيجُ المواطَنة، الذى عاش خمسة آلاف عام متماسكًا متينًا، قبل أن تحاول الحكوماتُ والأنظمة الظالمة تمزيقه، بنصل بغيض.

Tuesday, November 15, 2011

لا تنسوا المحرضين "



لأننا نعيش عصر الدكتور عصام شرف، رئيس حكومتنا الهمام وقدر مصر الثورة، أصبحت القاعدة الآن هى أن كل شخص يخوض معاركه بنفسه، وبيده وحدها يمكن أن يحصل على حقه. ومن هذا المنطق خرج الأقباط أمس فى تظاهرة كبيرة انطلقت من حى شبرا إلى مبنى ماسبيرو – الموقع الإسترايجى لكل من يريد قطع طريق أو أن يحتج- ليطالبوا بحقهم فى أحداث المريناب بإدفو
ولأننا لا نعلم الحقيقة كاملة فى هذه القضية ظلت مصر طوال الأيام الماضية نهبا للشائعات التى تهنا معها جميعا ولا نعرف على وجه الدقة: هل هى "مضيفة" كما يقول محافظ أسوان أم "كنيسة" كما يقول الأقباط
المشكلة الحقيقية فى هذه القضية ليست المسلمين أوالمسيحيين، وإنما الحكومة التى دأبت على التعامل مع مثل هذه القضايا الخطيرة المتعلقة بالفتنة الطائفية من منطلق رد الفعل وبعد وقوع الكارثة، وأحداث ماسبيرو ليست وليدة الصدفة ولم تكن مفاجئة إذ سبقتها بأيام عملية حشد واسعة قام بها عدد من الأقباط والحقوقيين والنشطاء، ورغم ذلك لم تستعد لها وزارة الداخلية بالشكل الكافى ولم تقم بوضع خطة أمنية للتعامل معها بجدية منذ البداية لتأمينها هى والشوارع التى تمر بها حتى لا تترك المواطنين والسيارات هدفا للغاضبين منهم، وحتى تمنع وصول الأحداث لما انتهت إليه أمس أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون
هناك محرضون خبثاء لعبوا أيضا فى هذه القضية أخذوا ينفخون فى نيرانها لتزداد اشتعالا، بينما وقف الجميع ينظر إليهم مستنكرا دون أن تحرك تصريحاتهم لنا ساكنا
يأتى على رأس هؤلاء سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز بن خلدون الحقوقى البارز، الذى يتردد اسمه دائما كلما وقعت مشكلة فتنة طائفية فى مصر، أخذ يحفز الأقباط ويطالبهم بالتصعيد وعدم السكوت على حقوقهم ردا على أحداث الماريناب التى لاتزال تحقق فيها النيابة، الشىء نفسه فعله القمص متياس الذى قاد حربا مقدسة أججتها شعارات لافتات تحريضية كان يحملها وسط المتظاهرين من نوعية "كتيبة شهداء السمائيين" وكذلك فلوباتير وغيرهم ممن ينعمون بالجلوس وسط أبنائهم الآن، بينما سقط عشرات القتلى والجرحى تشتعل قلوب ذويهم بنار فقدهم والاشتياق إليهم 
أنا شخصيا لا أعرف لماذا هناك إصرار على هذه الحكومة الضعيفة التى تقود مصر إلى الخراب دائما والمجهول، ولم تنجح حتى الآن فى حسم أى مشكلة صادفتها، وبسبب غباء قراراتها لازالت الجامعة مشتعلة والدراسة بها شبه متوقفة والشىء نفسه حدث من قبل فى المدارس وهيئة المواصلات العامة والبقية تأتى

Friday, November 11, 2011

المرأة صانعة للسلام العالمى





يعلو الآن فى العديد من أجزاء الأرض صوت يطالب بالسلام العام، ولأن الحاجة اليوم للسلام لا تتطلب فقط سلاما فى منطقة واحدة، بل بالعالم أجمع حيث تتشابك مصالح الشعوب مع بعضها بعضا، وأضحى الاستقرار والسلام هما سمات الشعوب المتحضرة.

وإذا تتبعنا ما حدث بالسنوات الأخيرة نجد أن الأصوات علت مطالبة بالسلام منذ القرن الماضى وكان هذا الصوت هو صوت المرأة مطالبا قادة العالم بوضع حد للحروب وبناء عالم يجد الأطفال فيه السعادة والهدوء ولا تسرق منهم طفولتهم ولا تتناثر أحلامهم الصغيرة على أرض مخضبة بالدماء، كما سرقت من ملايين الأطفال فى حروب عالمية أو محلية سابقة، والتى أودت بحياة الملايين فى العالم معظمهم من الأطفال والنساء.

لذا يجب التركيز على الدور المساعد الذى تلعبه المرأة فى خدمة الإنسانية كصانعة للسلام. فالمرأة بطبيعتها تميل إلى السلام أكثر من الرجل وتستصعب الاستجابة لشن الحرب، فهى تشارك فى المجالات الإنسانية، وتحصل على حق ممارسة الانتخاب، وتستطيع بهذا الحق أن توجّه دفة الإنسانية تجاه السلام. وتوضح الآثار الإلهية أنه "عندما تتساوى فرص البشر فى التعليم وتتحقق المساواة بين الرجل والمرأة، ستنهار أسس الحرب تمامًا. فالمساواة بين الرجل والمرأة تؤدى إلى محو الحروب لأن المرأة لن توافق على شنّها."

أقول هذا الكلام لأننى استمعت إلى حوار راق للملكة رانيا ملكة الأردن فى تلفزيون البى بى سى، وهى شخصية جميلة وبسيطة ومثقفة وكانت تتحدث عن أهمية السلام فى حياة الأطفال ليصبحوا سيدات ورجال الغد بدون موروثات تخلفها الحروب والعصبيات بالعالم، وأنها تسعى جاهدة مع حركات السلام ومنظمات المجتمع المدنى والسيدات الأول فى العالم لنشر ثقافة السلام. وقد تابعت الأعوام الماضية العمل الدؤوب لسيدة مصر الأولى فى حركة السلام التى حملت اسمها وترعاها على النطاق العالمى وأيضا مهرجان القراءة للجميع الذى جاء هذا العام ليحمل عنوان مصر السلام ليعطى للأطفال أفكارا جديدة لغرس بذور السلام. ويوجد كثيرات من سيدات العالم الآن يعملون فى منظمات المجتمع المدنى لتحقيق السلام.

والملاحظ أن مطالبة المرأة بالسلام تأتى بنوع جديد للمطالبات الإنسانية يتسم بالهدوء بعيدا عن العنف ودوائر الحروب. فدخول المرأة للعمل فى ميدان الشئون الإنسانية أتاح لها العمل بقوة فى طريق السلام الوعر، ولكنه الطريق الوحيد إلى حياة أفضل للأبناء فمن الآن وصاعدا لن ترضى أية امرأة أن تلقى بفلذات أكبادها إلى أتون الحروب ولو حان للنساء زمام وزارات الدفاع فى العالم، فلا شكَّ أن الحروبَ سوف تزولُ وستصبح ذكرى أليمة فى التاريخ ولا يعود يُضحّّّّى بأطفالِ البشريةِ فداءً للأوهامِ.

إننى أثنى على مجلس الأمن لقراره البارز رقم 1325 عام 2000م عن "النساء، السلام والأمن". والذى اعترف للمرة الأولى فى تاريخه بحاجة النساء والبنات فى فترات النزاع وما بعده ودورهن الدائم فى ترويج السلام.

أن مهمة تأسيس عالم مسالم هى فى أيدى زعماء العالم اليوم، استناداً إلى المسئوليات الهائلة التى ألقيت على عواتقهم. والتحدى الذى يجابههم الآن هو استرداد ثقة مواطنيهم فى أنفسهم، وفى حكومتهم ومؤسسات النظام الدولى بالالتزام الثابت بأعلى مبادئ العدل وأولويات العالم التوّاق للوحدة والاتحاد. إن الصلح الأعظم الذى راود المخيلة لمدة طويلة من قبل البشر هو فى متناول أيدينا بالفعل.

والآن وقد تحركت المرأة فى كل المجالات فإنها يجب أن تضع نصب عينيها قضية الصلح العمومى كى تتجلى وحدة العالم الإنسانى وترتبط قلوب الملل ويُنْبَذ التعصبُ الدينى والمذهبى ويزول التعصب العنصرى ولا يبقى التعصب السياسى لأن الجامعةَ البشريةَ عائلةٌ واحدةٌ وأن جميعَ أولادِ آدمَ أبناءُ الله.

Wednesday, November 9, 2011

الديمقراطية علاج الطائفية "



نحتاج إلى خطاب دينى يرسّخ قيم المواطنة، ويؤكد قيم التعايش
كانت العبارة السابقة هى خلاصة الندوة الموسعة التى عقدتها القوات المسلحة يوم الخميس الماضى تحت عنوان: «15 قرناً من المحبة والإخاء
وبقدر ما يعبر هذا المطلب عن أمنية جوهرية فى أهميتها لمصر، بقدر ما يأتى على خلفية سنوات من الشحن الطائفى الذى حل على مصر منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضى، بسبب سياسات لعينة، لعبت فيها أطراف خارجية، بمعاونة داخلية نتجت عن سياسة عرجاء، وعلق الكل أمنياته على أن ينتهى هذا الأمر مع ثورة 25 يناير، إلا أنها عادت فى الظهور لأسباب متعددة، يأتى معظمها من ميراث الماضى اللعين.
غير أن النظر إلى هذه القضية من باب أن المطلوب هو خطاب دينى مستنير فقط، لابد له من مناخ ديمقراطى يوفر الحماية لهذا النوع من الخطاب، بما فى ذلك العمل على حرية التعبير والرأى، وانتخابات حرة نزيهة تضمن تداول السلطة، ويحتاج هذا الخطاب إلى توزيع عادل للثروة، وتوفير فرص عمل لكل العاطلين عن العمل، حتى لا يرتكن الشباب المحرومون من العمل إلى جماعات توفر لهم فرص العيش، فينتقل ولاء هؤلاء الشباب إلى هذه الجماعات، ويأتمرون بأمرها، وفى هذا الأمر بالتحديد، هناك قصة أستدل بها دائما فى قضية الطائفية التى تأتى من باب ضيق الحاجة، وتتمثل فى صديق مسيحى أثق فى وطنيته وإخلاصه لبلده، حين ضاقت به السبل فى البحث عن فرصة عمل بعد تخرجه فى الجامعة بتفوق، وكانت مواهبه متعددة فى الموسيقى، ذهب إلى الكنيسة يشكو أمره، خاصة أن له أسرة ينفق عليها بعد وفاة والده، وبعد أن حلت له الكنيسة مشكلته، سألنى: «تفتكر ولائى يبقى للكنيسة أم لا؟»، أجاب هو قبل أن أرد عليه: «ولائى للبلد طبعا»، لكن تفتكر لو غيرى تعرض لهذا الموقف.. ماذا سيكون أمره؟
كانت حالة صديقى هذا نموذجا لما حدث مع غيره، على الصعيدين الإسلامى والمسيحى، وحدث ذلك فى ظل نظام مهترئ وزع ثروته على حفنة قليلة، وترك الفتات للباقى، ولذلك أقول إن الخطاب الدينى المستنير إن لم تحرسه الديمقراطية وعدالة توزيع الثروة فلن يحقق          نتيجته المرجوة

Monday, November 7, 2011

تحركوا قبل مشهد النهايه "


فى كل مرة تنفجر فيها أحداث طائفية سنعيد إنتاج غضبنا ورفضنا وإحباطنا و«قرفنا» وخوفنا على مصر التى نراها تنساق إلى مخطط التقسيم والتفتت ونرى السيناريو المخيف والمفزع بأعيننا دون أن يتحرك أحد لإجهاض الفتنة ووأد المخطط الشيطانى المرسوم الذى يقوده فاعل معلوم فى مهده
فى كل مرة يعاد إنتاج نفس المشاهد المملة والعبثية بين الأزهر والكنيسة للتأكيد على الوحدة الوطنية والنسيج الوطنى ورفع الشعارات الكوميدية البعيدة كل البعد عن حجم الكارثة والمصيبة على أرض الواقع
فى كل مرة ستنطلق صيحاتنا وندق الأجراس بأن مصر فى خطر وأن هناك من يحرق مصر ويشعل فى جسدها النيران وأن هناك أصابع وأيادى داخلية وخارجية تنفذ من العلاقة المرتبكة والمتوترة بين المسيحيين والمسلمين فى مصر.. أضعف بقعة فى جسد الوطن ومكمن الخطورة فيه وسر مقتله وانهياره
فى كل مرة سيتزين نجوم الفضائيات من النخبة المتحذلقة والمغيبة بأبهى الحلل ليتصارعوا بالكلمات المتسكعة الثملة ويستعرضوا بالألفاظ الفارغة المضمون ليزيدوا من ارتباك الناس وحيرتهم
فى كل مرة سيخرج علينا رئيس الحكومة التائه والمسكين والمرتبك بعد منتصف الليل بكلمات باهتة مكررة ليبدى قلقه وحزنه وألمه وخوفه على بلد يبدو أنه لا يعرف عنه شيئاً ولا يحكمه ولكنه يظهر للناس أنه جاء رغما عنه إلى رئاسة الحكومة وكان فيها من الزاهدين
فى كل مرة الكل يقف مكتفيا بالتنديد والشجب ثم الفرجة على مشهد ذبح الوطن بأيدى أبنائه وبأيدى المسؤولين عن إدارته، فى انتظار المصير الأسود
لكن هذه المرة هى الأخطر على الإطلاق من كل المرات السابقة منذ قيام ثورة 25 يناير فقد فاق رد الفعل والتجاوز كل الخطوط الحمراء ولن ينفع مشهد توبيس اللحى وتعانق الكفوف الزائف وترديد الشعارات الجوفاء واتهام «الأصابع» و«الأيادى» الخارجية
فهناك كارثة ومصيبة داخلية باتت مثل كرة الثلج بل مثل كرة النار المشتعلة وتحتاج إلى إطفاء سريع وتحرك حاسم وقرارات فورية وقوانين عاجلة، فالمسألة خطيرة للغاية والعلاج الآن يحتاج إلى جراحة عاجلة لإنقاذ الجسد المتداعى والثورة المهددة للإجهاض والانتكاس
المطلوب أولاً التهدئة الفورية للنفوس الغاضبة من العقلاء فى الجانبين، ثانياً محاسبة المتسببين عن الأزمة والقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة وصدور قرار فورى بإعفاء محافظ أسوان من منصبه، وتشكيل لجنة فورية لمناقشة تفعيل قانون دور العبادة الموحد واستعادة دور وهيبة الدولة فى التصدى للقضايا الطائفية بالقانون دون الاستعانة برموز الوهابية أو بالجلسات العرفية
.تحركوا الآن أرجوكم.. أرجوكم.. قبل مشهد النهاية

Friday, November 4, 2011

دعوة للتسامح فى يوم التسامح العالمى




تولدت فى الأعوام الماضية صرخة شابة تقول: أيوه ده حلم العمر نشوف فى الدنيا سلام،عايشين ليه وعنينا بتسهر ولا بتنام، جرب حط الإيد فى الإيد اعمل بيهم حب وود جديد خلوا سلامكم يبقى طريق مرسوم أحلام"، فالتسامح قيمة كبيرة تعبر عن دعم تلك الممارسات والأفعال التى تحظر التمييز العرقى والدينى.

وقد جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 51/95 فى12 ديسمبر عام 1996 وبمبادرة من مؤتمر اليونيسكو عام 1995 باعتبار يوم 16 نوفمبر يوما عالميا للتسامح ودعت الدول الأعضاء إلى الاحتفال به من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادىء المتعلقة بالتسامح، والتزام الحكومات بالعمل على النهوض برفاه الإنسان وحريته وتقدمه فى كل مكان، وتشجيع التسامح والاحترام والحوار والتعاون فيما بين مختلف الثقافات والحضارات والشعوب .

وقد احتفلت العام الماضى بعض منظمات المجتمع المدنى فى مصر بهذا اليوم وتشارك الجميع فى حلم السلام العام وبث رسالة التسامح وضرورة نبذ كل مظاهر التعصب والتمييز بين المصريين على أى أساس كان، وتدعيم ثقافة تعلى من قيم حرية الرأى والتعبير وقبول الآخر واحترام القانون فى إطار إيمان كامل بالمواطنة باعتبارها مناط الحقوق والواجبات فى المجتمع، واتفق الشباب الحاضرون على أن التسامح يعنى الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثرى لثقافات عالمنا، ولأشكال التعبير والصفات الإنسانية لدينا، ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد، وأنه يعنى اتخاذ موقف إيجابى والإقرار بحق الآخرين فى التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالمياً.

فالتسامح من وجهة نظرى هو سلام النفس أولا فعلينا أن نتسامح مع أنفسنا لكى نبدأ التسامح مع الآخرين بنفس صافية وهذا يعنى أن ننسى من قاموس حياتنا معنى الكراهية وأن نفتح قلوبنا وأعيننا على مزايا الآخرين، وأن نشعر بالتعاطف والرحمة معهم، لذا أتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة للتسامح بتعزيز ثقافة السلام والتسامح القائمة على احترام حقوق الإنسان والتنوع الدينى فى برامج التعليم الابتدائى والمقررات الدراسية حتى ينشأ الأطفال على التعاون والتعاضد مع بعضهم البعض والتسامح مع المجتمع الذى يعيشون فيه والمشاركة فى خدمته، ويكونوا مناصرين نشطاء لثقافة تعترف بقدسية طبيعة الوجدان الإنسانى الذى يؤيد حق كل فرد فى تحرى الحقيقة، ويعزز الحوار السلمى وتكوين المعرفة، وأن تتبنى وزارة الإعلام إلقاء الضوء على يوم التسامح العالمى وكيفية تفعيل روح التسامح فى المجتمع.
إن تقدم المجتمع يحدث عن طريق تحرى أفراده للحقيقة، ويستتب نظامه بالتزامه بالقانون الذى يحمى حقوق كل من البنات والنساء، الأولاد والرجال، فعلينا تهيئة المناخ المناسب للأفراد على اختلاف معتقداتهم ليحيوا جنبا إلى جنب حياة كريمة ذات هدف ومعنى، خالية من العنف والتمييز والتمسك باتفاق عالمى لحقوق الإنسان وخلق بيئة- ثقافيا وقانونيا- تتيح للعقل البشرى حرية المعرفة والاعتقاد.

وأنهى مقالى بكلمات صديقة لى: يارب علمنى بالتسامح والحب أن أتعود الكلمة الطيبة أسلوبًا وسلوكًا، وامنحنى مشاعر الود لجيرانى وأصدقائى وأعطنى القدرة لأساعدهم وقت الشدة ووسع صدرى واغفر لهم أخطاءهم وأخطائى وساعدنى أن أبكى لحزنهم وأفرح قلبى بفرحهم، ياربى لا تدعنى لنفسى حتى لا أسمح لنفسى أن تصل إلى درجة الكراهية لأحد على الإطلاق، كل عام والمصريون وكل أفراد الجنس البشرى بخير وسلام وتسامح بلا حدود.

Tuesday, November 1, 2011

هل تضايقك الكنيسه ؟!




كلنا مصريون نعانى من الفقر والمرض وفساد التعليم وتلوث الطعام والماء. فهل هؤلاء المشغولون بمطاردة بيوت العبادة حلوا كل مشاكلهم؟.. غالبا لا، فلماذا يتفرغون لمطاردة مخالفات بيوت العبادة فى الماريناب أو بنى سويف؟. ربما كان العجز يغرقنا فى التعصب والطائفية. فتنة بلا سبب غير التعصب وغياب القانون، وهو ما عبرت عنه واختلفت معى فيه الرسائل والتعليقات
خالد الشيخ يقول «ليس دور المواطن إزالة المخالفات بل دور الدولة.. وأخيرا متى سنرى قانون دور العبادة الموحد؟ لكن سعيد هيبة يرد: هل يجرؤ مسلم من 5 ملايين مسلم فرنسيين نطق كلمة قانون موحد؟
مصرى يرد أيضا: «سعيد هيبة.. هل تعتبر مسيحيى مصر أجانب فى مصر مثل المسلمين فى فرنسا؟. أنا واثق أنك كتبت تعليقك بحسن نية.. المسيحيون والمسلمون لهم وعليهم نفس الحقوق والواجبات برجاء مراجعة نفسك وقراءة القرآن جيدا «فايز» بضيف «لو أن المسلمين فى الغرب وجدوا حياة أفضل فى بلادهم لعادوا إليها.
نادر حبيب يراها أزمات مفتعلة ويقول «لا تبسط الأمر لأنك تتحدث عن عواطف دينية تحرك الأشخاص هل يعقل أن يتم بناء كنيسة لخمسة وسبعين شخصا ولهم بالفعل كنيسة أخرى فى نفس المنطقة» ويتفق معه محمود خليل. وأحيلهما إلى ناصر «المحافظ والحكومة والمجلس العسكرى مسؤولون جميعهم لعدم إعمال القانون.. من أعطى المتطرفين فرصة لتطبيق القانون.. «الدكتور رؤوف وجمال المتولى يطالبون بالقانون والوحدة. بينما أيوب المصرى يسأل «أخى المسلم.. ما شعورك لو شوية أقباط شباب مستبيع وعاطل (وما أكثرهم) ماشى فى شارع وجد مسجدا مخالفا فقام بحرقه ومعه شوية بلطجية؟ ما هو شعورك؟.. ويضيف.. كلنا مخطئون لكن الأغلبية خطؤها أكبر.. وكلنا خاسرون ولكن الأغلبية ستخسر أكثر.. وكلنا نلام ولكن الأغلبية تلام أكثر لأنها أغلبية.. فلنتعقل لأننا إخوة ولسنا فى حرب.
ولا أجد ختاما خيرا من رسالة السيدة المصرية التى كتبت «قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وقال: «والله ما آمن والله ما آمن والله ما آمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من لا يأمن جاره بوائقه» أى شروره! – ونحن جميعاً إخوة فى وطن واحد، تقلنا أرض واحدة وتظلنا سماء واحدة، مطعمنا واحد بما فيه من مساوئ ومبيدات مسرطنة – أمراضنا واحدة – نعانى جميعاً من مشاكل المواصلات والغلاء والكساء والسحابة السوداء! نحن إخوة فلا تسمعوا لصوت الجهلاء.. ولا تكونوا يداً هدامة للوطن». ولا أجد أفضل من كلمات الأم المصرية. التى تعبر عن أغلبية، وتكشف أن هؤلاء ليسوا ضد الكنيسة وإنما ضد أنفسهم