كل سنة والمصريون جميعا بخير وحب وسلام فى عيد ميلاد حضرة المسيح له المجد يا رب دايما تتعانق إيدينا فى العمل من أجل مصر، فى هذا اليوم الذى شهد ميلاد حضرة المسيح الذى دعا للمحبة والسلام بين العباد وبعد الأحداث الماضية التى اعتصرت قلوبنا جميعا، أدعو المصريين جميعا للتمسك بوحدة بلادنا والتأكيد على أن أرض مصر وطن واحد للمصريين جميعا، وإننا جميعا أثمار شجرة واحدة شربت من ماء النيل وضربت جذورها أعماق أرض خصبة نضرة تغذت من طمى النيل وشربت من مائه العذب وإننا أوراق غصن واحد لهذه الشجرة العفية القوية التى تقف دائما صامدة أمام الرياح العاتية الآتية من أى صوب
آن الأوان لنبذ جميع أنواع التعصبات وأن نشطبها من حياتنا فقد خلقنا الله تعالى كلنا إنسان حر فيما يعتقد على أن يتعايش مع باقى أطياف المجتمع فى سلام ومحبة وألا يكون له الحق فى الدعوة لتكفير أى إنسان آخر
المطلوب الآن إعلاء ثقافة المحبة وهى ثقافة لا تكلف أى شىء سوى الكلمة الطيبة، ثقافة تملأ القلوب بالخير لكل البشر، ثقافة تعترف بأن بالحب نستطيع أن نحيل الهموم إلى طاقة تبنى وتعمر، ثقافة تعبر بنا جبال مصاعب الحياة، ثقافة تجعل مياه نهر الحياة عذبا صافيا، ثقافة تعترف بثقافة الحوار والمشاورة للصالح العام، ثقافة تجعل أيدينا تمتد بالسلام للغير، ثقافة تحمينا من رياح التعصب المحملة بالغبار الذى يعكر صفو الجو، ثقافة تهفو بنا بسلام إلى شاطئ بحر الحياة المواج، ثقافة المحبة التى تدعو إلى التعايش المشترك بين أبناء مصر، ثقافة تعترف بأن يكون الحوار الدينى موجه لخير البلد، ثقافة تعترف بضرورة المساواة فى الحقوق والواجبات لكل المواطنين، ثقافة تعترف بحاجتنا إلى بعضنا البعض
ولكى تسود ثقافة المحبة لابد من تغيير ثقافة الأسرة فى تربية الأطفال على عدم جرح عقيدة الآخرين، فمن الخطأ أن أتكلم عن ديانة الآخر بدون أن أتعرف عليها حتى لا نسمح بأى أفكار تعبث فى عقول أبنائنا، وأن تُدرس القيم والأخلاقيات من خلال الأديان لكل الأطفال فى المدارس الأساسية حتى يتعرف الطفل على أن أساس جميع الأديان واحد وكلها أديان الله سبحانه وتعالى لا فرق بينها
ولابد من تغيير ثقافة المدرسين المسئولين عن إيصال القيم للأطفال بالمدارس إلى أنه آن الأوان ألا يؤسس أى نوع من التمييز على أساس المعتقد أو اللون أو الجنس فى عقول الأطفال وألا يضع عقيدة الآخر موضع تشكك بل أن يضع عقيدة الآخر موضع احترام إنسانى حتى ينشأ الأطفال على محبة بعضهم البعض ولا تتكدر قلوبهم البريئة بالكراهية لزميل دراسته.
وإذا جاءت دعوة تمييز من أى قناة تليفزيونية ضد أحد الأديان لابد أن يقابلها دعوة تحرى الحقيقة عن تلك الديانة من معتنقيها وأن يتم إعلانها فى قنوات الدولة عملا بحرية العقيدة التى نص عليها الدستور المصرى، وتفعيل ميثاق الشرف الإعلامى فى محاسبة المتسبب من الإعلاميين فى الحض على الكراهية أو التوجيه إلى أعمال العنف لأى من أطياف المجتمع
أما دور الفنون من أفلام ومسلسلات وبرامج وأغان، وغيرها الكثير، دور كبير فى إبراز التنوع الثقافى لكل أطياف الشعب المصرى بكل تناغمهم فى نسيج مصر
أتمنى من أجهزة الإعلام استثمار مشاعر المحبة الفياضة وتفاعل أطياف الشعب وخاصة الشباب فى هذه الأيام فى إنشاء مشروعات تنموية تحت مسمى"مشروعات من أجل مصر" برعاية رجال الأعمال يدعون إليها الشباب بدون تمييز للعمل من أجل مصر حتى لا تصبح هذه الصحوة موسمية بل مستمرة بطاقة الأجيال الشابة وخبرة حكماء مصر وكل محبيها
وفوق كل هذا بات التأكيد على تفعيل مبدأ المواطنة ومدنية الدولة مطلبا أساسيا يُعلن للجميع بأننا مصريون فى وطن واحد.. شعب واحد.. دم واحد.. وجع واحد... فرح واحد... شعب حدوده لم تتغير منذ آلاف السنين رغم تعاقب الجنسيات والحضارات عليه، ولكنه شعب احتوى كل الوافدين إليه وجعلهم ينصهرون معه يشاركونه فى عاداته وتقاليده الجميلة، ولابد من سرعة إصدار قانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز بين المصريين لكى تسود ثقافة احترام بعضنا البعض واحتواء بعضنا البعض فمصابنا واحد وفرحنا واحد
كل سنة واحنا مصريين مصممين بأن وحدتنا هى أملنا فى مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة لكى نراها فى مصاف دول العالم.. كل سنة ونن عيوننا مصر بخير وسلام، لكى يا مصر السلامة وسلاما يا بلادى. وأنهى مقالى بما جاء بالإنجيل "على الأرض السلام
No comments:
Post a Comment