احدث فى الليلة السوداء أمام ماسبيرو انتهاك للقانون والنظام العام وإنهاك للناس ولأعصاب الناس.. وهى واحدة من ليالٍ سوداء،غاب فيها الشعور بالأمان وغاب فيها القانون وأخليت الساحة للعنف والبلطجة.. والنتيجة هى خسائر مفجعة فى الأرواح وفى الإصابات، ومزيد من الفقر ومزيد من العاطلين، ومزيد من العنف، ومزيد من الكراهية
الحقيقة، ودون نفاق للسلطة، ودون نفاق للأحزاب والنخبة.. هى أن الذين يحرضون على المظاهرات، ويدعون لها لا يعرفون الأخطار التى يتعرض لها البلد، وربما هم يعرفون لكنهم يستهترون بتلك الأخطار، كأنهم يلعبون سياسة، والسياسة فى حياة الشعوب، ليست لعبة، فمن يخرج فى مظاهرة أو اعتصام ولا يقدر على السيطرة على المظاهرة أو الاعتصام، يرتكب إثما كبيرا فى حق البلد
الحقيقة أنه لو تعرض ابن أو ابنة أو عائلة أصحاب النظريات الصادرة من المكاتب المكيفة أو عبر الشاشات الفضية لحادث حرق سيارته أو يده دون ذنب وهو يسير فى الطريق، سوف يدرك لحظتها خطورة أوضاع البلد، ولعله يتوقف فورا عن ممارسة ركل كرة النار، التى يتبارى بها مع غيره
لست ضد التظاهر السلمى، ولست ضد المطالب الفئوية، فالناس تئن، ومعها حق، لكن المهم توقيت عرض المطالب وكيفية عرضها.. والانتظار قليلا حتى يقف البلد على قدميه ويخرج من محنته.. فالمشكلات نتيجة 30 عاما من السياسات الجاهلة.. وكل من ينهض من نومه ويقوم بقطع الطريق، وإحراق سيارات، وتدمير ممتلكات عامة وخاصة، ويعطل المصالح ومصلحة المواطن والوطن.. كل من يفعل ذلك لا يسعى للحقوق، ولكنه يمارس عملية تدمير ذاتية وانتهازية وبكراهية غير مسبوقة، وبعنف غير مسبوق
الروايات اختلفت بشأن أحداث ماسبيرو، ولم نفهم من أطلق الرصاص نحو الجيش ولا كيف رد الجيش؟ ونحن ننتظر نتيجة التحقيقات، فربما تظهر الحقيقة مرة واحدة. نحن ننتظر نتيجة التحقيقات، ومن أخطأ يحاسب ويعاقب.. مرة واحدة نرى من يعاقب فى مثل تلك الأحداث, فكل مسئول فى البلد يؤكد أن الأيدى الخفية تلعب بالنار هل نمسك مرة بيد واحدة من تلك الأيدى العابثة التى جعلت وجوهنا وحياتنا عابسة ؟
يبقى أنه لم تعد مجدية حصص الوحدة الوطنية التى يحاضرنا بها الدكاترة فى محطات التليفزيون، وعبر شاشات الفضائيات.. لم تعد مجدية تلك الحكايات البلهاء عن «المسلم الذى أنقذ شقيقه المسيحى من الغرق فى النيل أو فى بالوعة بالطريق».. لم تعد مجدية تلك الحكايات التى تناقش فى البديهيات، من نوع مسلم ومسيحى إيد واحدة، والشعب والجيش والشرطة إيد واحدة.. ألا تزهقون من تكرار نفس الحكايات، ونفس الأغانى، ونفس الأناشيد، ونفس الاسطوانات؟
الصبر يارب
No comments:
Post a Comment